الطاهر ساتي

أسهم كنار ..!!


:: شهد الأسبوع الفائت سجالاً إعلامياً عنيفاً بين شركة زين للإتصلات و بنك الخرطوم حول شراء أسهم الإمارات بشركة كنار .. ورغم أن أحد طرفي السجال (شخصن القضية)، إلا أن هذا السجال الإعلامي (ظاهرة صحية)..فالتنافس – في عمليات البيع والشراء – في الهواء الطلق مطلوب في الإقتصاد الحر.. ويجب ألا يكون هناك أي مؤثر في كل الأسواق – بما فيها سوق الإتصالات – بحيث تتم عمليات البيع والشراء بنهج ( أم غمتي)، وبمناصرة طرف على حساب الآخر .. والحكومة، وسطوة بعض النافذين فيها، هي أخطر مؤثر في الإقتصاد ..!!
:: والمهندس طارق حمزة، المدير التنفيذي لشركة سوداني، لم يكن موفقاً عندما طالب الحكومة بوضع خطة مستقبلية واضحة من خلال شراء أسهم شركة كنار، أو أيلولتها لشركات حكومية أو شبه حكومية أو مستثمرين وطنيين..نعم للمستثمرين الوطنيين، ولكن الدعوة لتدخل الشركات الحكومية وشبه الحكومية في سوق الإتصالات قد تعيد الإقتصاد إلى (المربع الأول)، بحيث تكون الحكومة هي ( التاجر و السمسار)، في كل الأسواق..وطارق يعلم بأن كل الدول التي نهضت إقتصادياً، نهضت بالقطاع الخاص .. بيد أن من أسباب إنهيار الإتحاد السوفيتي تلك القبضة الحكومية على كل مفاصل الإقتصاد..والدول القوية في عالم اليوم، بما فيها أمريكا، ما هي إلا حزمة شركات تنظمها وتشرف عليها قوانين حكومية راشدة..فالحكومات – في العالم غير الثالث والأخير- ما هي إلا محض أجهزة للتشريع والرقابة فقط لاغير ..!!
:: وتحذير طارق بأن شركة كنار ستؤثر في المدى البعيد على مجريات الاقتصاد، خاصة في ما يختص بسعر الصرف حال أيلولتها إلى مستثمرين أجانب، فما هذا إلا بمثابة تحذير للأجانب بألا يستثمروا في السودان، ومثل هذا التحذير يجب ألا يصدر من مدير شركة إتصالات يمتلك الأجانب بعض أسهمها.. وإن كان شعار الدولة يدعو لجذب الإستثمار الأجنبي، فليس من الحكمة تحذير الحكومة والأجنبي من الإستثمار في شركة كنار وغيرها بحجة التأثير على سعر الصرف..(لابد من النظر إلى مصلحة البلد)، قالها طارق بالنص، ولكن لم يضف بحيث يقول : ومن مصلحة البلد أن تبتعد الحكومة – ومراكز قواها – عن هذا التنافس الحميد بين شركة زين وبنك الخرطوم ..!!
:: وبغض النظر عن الجوانب القانونية التي هم فيها يتساجلون، فمن مصلحة الوطن والمواطن – وإقتصادهما – أن تذهب أسهم شركة كنار لأية جهة إقتصادية غير شركة زين.. وأن يشتريا مستثمر وطني أو أجنبي،غير مهم، فالمهم من المخاطر الإقتصادية شراء زين لأسهم كنار .. شراء زين لكنار يُقزم أهم عناصر النجاح في سوق الإتصالات، ويٌفقد المواطن أهم عناصر الجودة والسعر، وهو عنصر المنافسة .. الآن للمواطن ثلاثة خيارات، ولكن بشراء زين لأسهم كنار سوف تتقزم الخيارات إلى خيارين..زين لن تنافس نفسها – في كنار – بالجودة والسعر، ولكن دخول جهة أخرى عبر كنار قد ترفع درجة المنافسة في زين وغيرها ..وعلى مستوى الإقتصاد الوطني، قالها الفاتح عروة، العضو المنتدب لشركة زين، في ذات سجال قبل أشهر بالنص : ( إنهيار زين هو إنهيار السودان).. إن كان كذلك، فلماذا يضع السودان كل البيض في ( سلة زين) ..؟؟