حيدر المكاشفي

العميد فرفور


لم أكن أخطط إطلاقاً للكتابة عن الفنان المشهور له التحية، جمال فرفور، غير أن زائري (البراي) الثرثار هو من جعلني أفعل ذلك، دخل علي المكتب هذا الزائر الذي يقول الشاعر فيمن كان على حاله من الثرثرة والضيق الذي يسببه لمن يجالسه ويفسد عليه يومه (ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد)، بعد السلام (وحق الله بق الله)، وبالمناسبة (حق الله بق الله يعني شنو)، وفي مثل هذا الحال النكد يقول المصريون (الليلة الزبالة بتبان من أولها)، تناول زائري (الهتراش) كومة الصحف من أمامي وبدأ في مطالعة عناوينها بصوت جهور وبشكل مبتور على طريقة لا تقربوا الصلاة، كان يقرأ العنوان دون أن يكمله، واستمر على هذا المنوال إلى أن قرأ (فرفور عميد)، استوقفني العنوان وسألته هل تمت ترقية الفنان جمال فرفور إلى رتبة العميد، أجابني مندهشاً (ترقية شنو وبطيخ شنو، هو كان ضابط عشان يرقوه، دي يا باشا رتبة كدبلاص أداها ليهو مدير قناة النيل الأزرق باعتباره أقدم المشاركين في برنامج أغاني وأغاني)، قلت له بل هو ضابط ونص وخمسة، وفي تلك اللحظة عادت بي الذاكرة إلى ذاك الحوار الذي أعلن فيه فرفور بفخر على رؤوس الأشهاد انتماءه لجهاز الأمن…
في ذلك الحوار الذي أجرته معه صحيفة (حكايات) فيما أذكر، وفي إجابة له عن سؤال حول صحة ما يتردد عن انتمائه لجهاز الأمن، قال فرفور نعم، أنتمي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني وأفتخر بهذا الشرف والانتماء، فأنا ضابط بقسم الشؤون القانونية وأفتخر ثم أضاف ضاحكاً: (لكن ما عندي علاقة باعتقال الناس)، بعد اجتراري لهذه الحكاية التي أكدت بها لصاحبي اللدود (ظبوطية فرفور)، تداعت إلى الذهن بعض الطرف المنسوبة إليه لكونه أصبح من نجوم (المرحلة) اللامعين، قيل أن زعيم الشعبي الراحل د.الترابي، رحمه الله، استرعى انتباهه النشاط السياسي الذي انخرط فيه الفنان فرفور تعضيداً لحملة الحزب الحاكم في الانتخابات قبل الأخيرة، فقال ساخراً لقد أصبح المؤتمر الوطني يضم مندور وغندور وفرفور، إلا أن أحد المقربين من الترابي لم ينفِ فقط أن يكون شيخه من الذين يستمعون للفنان فرفور، بل أكد أن الشيخ يعرف كبار الفنانين ولا يستمع للفنانين الشباب ولا يعرف أسماءهم، وطرفة أخرى تقول إن غندور ومندور رحمه الله كانا مكلفين من قبل الحزب بالذهاب إلى نقد رحمه الله، والتفاوض معه حول الحكومة العريضة، فذهبا إليه في منزله وطرقا الباب، استقبلهما نقد بترحاب مصحوباً باستغراب قائلاً أهلاً مندور وغندور، ولكن أين فرفور لماذا لم يأتِ معكما…