رأي ومقالات

فضيلة المعيني .. عروض تخدع البصر وتفرغ الجيب

مشهد التهافت على الشراء عند الجمعيات التعاونية ومحلات »السوبر ماركت« الكبيرة يوحي للرائي أن هناك توزيعاً مجانياً للسلع والمواد الغذائية على المتسوقين؛ فلا موطئ في مواقف السيارات التي يستغرق الحصول على مكان فيها وقتاً طويلاً، وفي الداخل المشهد غريب: معظم الأرفف فارغة، وكأننا مقبلون على مجاعة على الرغم من انتشار هذه الجمعيات في الأحياء السكنية التي لا تبعد كثيراً عن البيوت، وعلى الرغم من ذلك الزحام شديد في كل مكان.

وإن شدك الفضول لمعرفة دوافع هذه الحمى الشرائية فلا مبرر حقيقياً لما يحدث غير ما اعتاده الناس باعتبار شهر رمضان المبارك موسم التخفيضات وتقديم العروض للسلال الرمضانية التي تحوي مواد غذائية واستهلاكية أخرى، ولكن في الواقع الأمر كله لا يعدو في معظم الأحوال استعراضاً بصرياً اختزل مواد الاستهلاك في شهر رمضان المبارك على أنواع الحلويات والشوربة وبعض العصائر، وهي التي تتصدر مدخل هذه الجمعيات وعندها الكرنفال، وبعد ذلك لا شيء، الأسعار كما هي وربما أكثر بعد أن أزيلت ملصقات الأسعار عن الرفوف، والصدمة تكون عند صندوق الدفع إذ زادت قيمة المشتريات عما كانت عليه قبل العروض الرمضانية، لنكتشف أن العروض لم تكن إلا لجر الأقدام وذر الرماد في الأعين وبيع المخزون.

السلع الأساسية أسعارها كما هي، وإن طال بعضها تخفيضات فهي لا تذكر، ليبقى الرهان على ثقافة الأفراد المستهلكين من جهة ومراقبة هذه العروض ومتابعتها قبل وطوال الشهر حتى تكون عروضاً حقيقية تخفف العبء عن الأسر في شهر يتضاعف فيه الاستهلاك، ويزيد الشراء، وضع يكفي لتخفيض الأسعار من غير استعراض يدفع لزيادة الشراء ولا مردود مقابل ذلك.

أسلوب ألفه الناس ودأبت عليه بعض الجمعيات التعاونية التي ليس لها في النهاية سوى زيادة المبيعات والأرباح التي هي أيضاً لم تعد تأتي بالمردود المستحق على المشتركين والأعضاء في بطاقات المشتريات لديها.

ربما كان للموظفين ممن يعتمدون على الراتب نهاية كل شهر عذرهم في تأمين احتياجات أسرهم قبل أن يطير الراتب ويصبح في خبر كان، وهناك من يتدافع على الشراء لأغراض خيرة في نفسه يتصدق بما تجود به نفسه على المحتاجين، وهناك من يبالغ في الشراء من أجل الشراء ليس أكثر مع علمه بتوفر كل شيء، وتبقى الثقافة الاستهلاكية والتنظيم بين الدخل والإنفاق من أسس النجاح.

 

البيان