(سلملي) على سعاد !!
*أسأل نفسك بينك وبينها عن إحساسنا..
*لا الإحساس الذي عناه الشاعر وإنما هو آخر..
*هو إحساس مواطن سوداني إزاء حال بلده..
*والسؤال موجه لكل مسؤول في حكومتنا الحالية..
*موجه لهم على خلفية شعار (ونسود العالم أجمع)..
*ما ظنك في إحساسنا ونحن ما زلنا في محطة (القطوعات)؟..
*قطوعات المياه والكهرباء والوقود و(الفلوس)..
*ما ظنك في إحساسنا ونحن ننطلق إلى الوراء لا الأمام؟..
*ما ظنك في إحساسنا ونحن نقارن حالنا بدول بدأت من الصفر؟..
*ولنقل اليابان على سبيل المثال..
*فاليابان بدأت من القاع بعد كارثتي هيروشيما وناجزاكي..
*ما كانت هنالك دولة أصلاً – بمعنى دولة- عقب الحرب العالمية الثانية..
*كانت محض حطام ودمار وخرائب وأطلال..
*والآن هي من الدول المتطورة جداً في العالم على الصعد كافة..
*سياسياً واقتصادياً وتنموياً وعسكرياً واجتماعياً..
*لقد كان (الإنقاذ) حقيقياً بفضل شعارات عملية تم الالتزام بها..
*هي إلى تعاليم ديننا الإسلامي أقرب..
*أما حين يكون (الإنقاذ) مجرد شعارات فالنتيجة لا شئ..
*ومن دلائل تحضر الدول الاعتذار عند الخطأ..
*ولا نتحدث عن أدب الاستقالات (المستحيل) عندنا وإنما فقط الاعتذار..
*هل حصل أن اعتذر لنا مدير المياه عن العطش؟..
*هل اعتذر لنا وزير الكهرباء عن القطوعات الفضائحية؟..
*هل اعتذر لنا وزير المالية عن مفارقة ميزانيته للواقع؟..
*هل اعتذر لنا وزير الطاقة عن انقطاع البنزين في الأيام الفائتة؟..
*هل اعتذرت لنا وزيرة التربية عن فضيحتي (الريان) والامتحانات؟..
*هل اعتذرت لنا سودانير أبداً عن أي تأخير في مواعيد رحلاتها؟..
*طيب؛ اسمعوا هذه القصة عن ثقافة الاعتذار في اليابان..
*قصة رواها الصحفي العربي محمد سلماوي تحت عنوان (لن أزور اليابان)..
*قال إنه كان برفقة صديق ياباني ينويان السفر بالقطار..
*وإن حجزهما كان في العربة الخضراء التي تعادل الدرجة الأولى هنا..
*فهم لا يقولون الأولى والثانية والثالثة..
*وإنما الخضراء والحمراء والصفراء تعتيماً للتمييز بين الناس..
*فنبهه رفيقه إلى ضرورة الوقوف في المكان الصحيح..
*المكان المخصص للعربة الخضراء في الرصيف..
*وإلا – حسب رفيقه – فربما يتجاوزه القطار المسمى (الطلقة) من شدة سرعته..
*وتخطى باب العربة المكان المحدد بسنتيمترات..
*فداعب العربي رفيقه الياباني مداعبة ندم عليها طوال زمن الرحلة..
*قال له إن القطار (غير ملتزم) وليته لم يفعل..
*فالاعتذارات لم تتوقف من قِبل مسؤولي القطار إلى أن وصل..
*وهناك وجد المدير نفسه بانتظاره ليعتذر..
*و(سلملي) على سعاد عبد الرازق!!!.