صلاح حبيب

هل ينافس “طه سليمان” “السر قدور” في ضحكته؟!

من أجمل الحلقات التي شاهدتها بـ(أستوديو خمسة) بقناة النيل الأزرق التي يقدمها الفنان “طه سليمان”، تلك التي استضاف فيها عدداً من الفنانات “إنصاف مدني” و”مونيكا” و”وجدان” و”زبيدة”.. لقد كانت الحلقة على السجية وبدون مساحيق ولا تكليف وكانت الفنانة “إنصاف” على طبيعتها تلقي بالكلمات وكأنها جالسة في المنزل وليس في برنامج ينقل على الشاشة وكذلك بقية الفنانات.
الفنان “طه” أثبت أنه مقدم برامج ممتاز كما مقدمي البرامج في الفضائيات العالمية الذين يكونون على طبيعتهم دون تكلف أو خنق البرنامج بربطة عنق لا تستطيع الحنجرة معها التحرك.
نحن في السودان خاصة في فضائياتنا، يحاول مذيعوها التكلف وإذا ضحك الضيف أو مقدم البرنامج كأنما ارتكب جرماً أو ذنباً، لأن كل المشاهدين يتابعون متابعة لصيقة حتى إذا عطس أو أحدث أي نوع من الحركات تجد متلقي الحجج في اليوم الثاني قد سنوا أقلامهم لذبحه، فـ”طه” حاول أن يكون مع ضيوفه على الطبيعة حتى عندما أعجب بأداء الفنانة “إنصاف” قام بتنقيطها ووضع “القروش” على جبينها، وهذه عادة معروفة لدى كل السودانيين عندما يعجبون بأداء المغنية في بيوت الأفراح، فـ”طه” قام بتلقائية ووضع “القروش” ولم ترفض “إنصاف” ما قام به “طه” بل استحسنت ذلك وقالت إنها تحب النقطة أكثر من العداد ووافقتها أخريات في ذلك كـ”مونيكا”.
لقد نجح “طه سليمان” في برنامجه ونجحت “إنصاف” في توصيل رسالتها لبقية الزملاء الذين لم يقفوا معها في محنتها المالية التي غابت بسببها لعدة شهور عن الساحة الفنية.
من اللافت للنظر في برنامج “طه” (ضحكته) وصفقته خلال البرنامج عندما يتفاعل مع ضيوفه، وكاد أن ينافس “السر قدور” في ضحكته ببرنامج (أغاني وأغاني)، التي أصبحت من مميزاته. لقد اعتاد مقدمو البرامج في السودان أن يكونوا جامدين أو محنطين عكس ما هو موجود في العالم، الذي أصبحت البرامج فيه تميل إلى الخفة والتعامل بدون تكلف، وهذا ما أعطاها حيوية ونسبة مشاهدة عالية.
في إحدى الوسائط قيل إن إحدى القنوات الفضائية استضافت الأستاذ “عبد الباري عطوان” وفي الحلقة قام بشتم اليهود وإسرائيل شتائم لاذعة وظن أن ظهوره في تلك الفضائية سيكون الأول والأخير، ولكن بعد أسبوع اتصلت عليه نفس القناة واستضافته وقام أيضاً بشتم اليهود وإسرائيل، وعندما انتهت حلقة البرنامج وجد مدير القناة في انتظاره، فسأله كيف تستضيفونني في قناتكم وأنا أقوم بشتمكم؟ فرد عليه بأن تلك الشتيمة جعلت نسبة المشاهدة في القناة عالية جداً.. لذا يجب أن تخرج فضائياتنا من تلك القيود وأن تتحرر منها، وأن تكون البرامج على السجية بدلاً من التعسيم الموجود حالياً.