مصطفى أبو العزائم

الحمد لله.. لم ينجح أحد!


التحية لكل أبنائنا الذين تفوقوا في امتحان الشهادة السودانية، ولكل الذين نجحوا في عبور هذا الجسر الضيق إلى آفاق جديدة ودنيا عريضة تضج بالأمل والحياة، وتطرق أبواب المستقبل بقبضات هؤلاء الفتية والفتيات الذين لا تنحصر أفراحهم ونجاحاتهم في دواخلهم فقط، بل تمتد لآبائهم وأمهاتهم وأسرهم وكل أهلهم.
والتحية لكل معلم ومعلمة في أرجاء هذا الوطن الواسع الكبير، ولكل أم وأب وأسرة وقفوا خلف هذا النجاح، وتحية بذات طعم النجاح للسيدة الفضلى الأستاذة “سعاد عبد الرازق” وزيرة التربية والتعليم، ولكل مساعديها وكل طاقم الوزارة بمناسبة إعلان نتيجة امتحان الشهادة السودانية وارتفاع معدلات النجاح إلى (73,7%) مقارنة بـ(72.9%) في العام الماضي.
والتحايا مقرونة للذين وقفوا خلف هذه العملية الضخمة منذ لحظة الجلوس لأول ورقة في الامتحان وحتى لحظة إعلان النتيجة، وتتويج الابنة الطالبة “سلمى صلاح خالد” بتاج التفوق بإعلانها أولى الشهادة السودانية هذا العام بنسبة نجاح بلغت (97,4%) ونقول لها ولأسرتها ومدرستها ومعلميها ومعلماتها: (ألف مبروك) ونهنئهم جميعاً بتكريم السيد رئيس الجمهورية لها بمنحها وسام التفوق من الطبقة الأولى، وقد تربعت على عرش (الأولية) بمفردها، بينما اشترك أربعة طلاب في المرتبة الثانية بنسبة (96,4%) كانت من بينهم ابنتنا “دعاء” كريمة الأخ الكريم “شرف الدين علي مختار” رجل الدعوة المعروف والوزير السابق بالولاية الشمالية.
لا ننسى دور الشرطة والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في حماية الامتحانات ومراكز جلوس الطلاب والطالبات داخل المركز أو الولايات، إضافة إلى النجاح الباهر الذي حققه جهاز الأمن والمخابرات في الكشف عن واحدة من أخطر عمليات التهديد التي استهدفت فضاءاتنا العلمية والثقة فيها من خلال الغش في هذه الامتحانات عن طريق مجموعة طلاب من غير السودانيين، جاءوا لأداء هذه الامتحانات كأجانب، وبلغ عددهم (1675) طالباً وطالبة، لكن يقظة الأجهزة الأمنية كانت بالمرصاد لإجهاض العملية في بدايتها، مما أسفر عن سقوط تلك الشبكة، وضبط الذين حاولوا أن يتلاعبوا بالشرف الأكاديمي لبلادنا.. وكان هذا هو أول (نجاح) معلن في الشهادة السودانية قبل أن يجلس الطلاب والطالبات لأداء الامتحانات.
الآن تم إعلان النتيجة، ونسأل الله تعالى التوفيق لمن لم يتحقق لهم النجاح هذا العام، ونتمنى أن يحرزوا الدرجات العلا في الامتحانات القادمة، ولا ننسه أن نهنئ أبناءنا من الطلاب العرب والأجانب الذين أدوا الامتحانات مع أشقائهم السودانيين هذا العام وحققوا النجاح بعيداً عن رسوب (815) طالباً وطالبة أحاطت بهم الشبهات في عملية الغش الأخيرة.. ونحمد الله كثيراً على أنه لم ينجح أحد من الذين حاولوا الغش.. مع الأمنيات بعام جامعي أول سعيد لكل ناجح وناجحة بعد أداء واجبهم الوطني في الالتحاق بمعسكرات الخدمة الوطنية.. مبروك.