برنامج تواصل المانع خير إن شاء الله!!
درجت رئاسة مجلس الوزراء السنوات الماضية على قيام برنامج تواصل تحت رعاية رئيس الجمهورية وتنفيذ النائب الأول، ظل البرنامج يقوم بزيارات ليلية، أي عقب صلاة التراويح لزيارة أولئك النفر من أبناء هذه الأمة الذين قدموا أعمالاً جليلة.
وتواصل البرنامج معهم كان بمثابة نفخ الروح في تلك الأجساد التي ظنت أنها قد غفل عنها، وكان البرنامج جهداً مقدراً للقائمين على أمره وهو يعد عملاً شاقاً نظراً للجان التي تكون وتبحث وتنقب عن أولئك النفر الذين أصبحوا في طي النسيان.
هذا العام افتقدنا هذا البرنامج دون ذكر أي أسباب عن توقفه على الرغم من أن القائمين على أمره قالوا إن البرنامج ليس مربوطاً بموسم محدد، ومن الممكن أن يكون طوال العام يقوم بتكريم مبدعي بلادي كل في مجاله.
لقد طاف البرنامج على العديد من الشخصيات الرياضية أمثال “علي قاقرين” و”أمين زكي” وآخرين في عالم الرياضة، فقد ساهموا بجهد كبير في اطلاع العالم العربي والأفريقي على الرياضة في السودان لما قدموه في ضروب الرياضة، وكذا الحال بالنسبة للسياسيين والمبدعين في القوات المسلحة وفي مجال التربية والأدب، أمثال “إبراهيم إسحق” وكانت زيارة رئيس الجمهورية لأولئك المبدعين بمثابة الروح التي عادت إلى الجسد من جديد، وفي إحدى الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية للجنرال “عوض أحمد خليفة” الشاعر والأديب والعسكري بمقر إقامته بالموردة، كان سكان الموردة شيباً وشباباً رجالاً ونساءً وأطفالاً، كانوا يقفون خارج البيوت في انتظار ركب رئيس الجمهورية، كان “النحاس” وكانت الزغاريد تنطلق من النسوة هنا وهناك، كان المشهد رائعاً، وكذا الحال عندما زار السيد الرئيس القامة الإعلامية البروفيسور “علي شمو” بداره، كان منتدى وليس لقاءً عادياً شارك فيه معظم الوزراء والأدباء والمثقفين والفنانين وأهل الرياضة والصحافة، اجتمع كل أولئك في باحة منزل البروف “علي شمو” فقد كانت الزيارة لها وقعها في نفسه خاصة وأنه عاد من رحلة استشفاء لقلبه المرهق والمرهف والمنهك، بل كان لها وقعاً طيباً لدى أسرته وجيرانه.. وزيارات برامج التواصل لم تكن للسيد الرئيس فقط، بل كان مساعدو رئيس الجمهورية ضمن البرنامج لزيارة المبدعين من هذه الأمة الدكتور “جلال الدقير” و”موسى محمد أحمد” والدكتور “نافع علي نافع” الذي سجل زيارة للمبدع الفنان “صديق أحمد” بمنزله ولم يوقفه عن الزيارة الأمطار التي هطلت والأرض التي بللت كل المنطقة، فوصل إلى داره والأرض قد امتلأت بالمياه فلم يجد الوفد إلا الاستناد على الحائط.
إن برنامج تواصل مهم جداً لرفع الروح المعنوية لجيل قدم وأعطى ولم يستبق شيئاً، فأعيدوا البرنامج لنغسل من الأجساد المنهكة لنعيد لها دورة الحياة.