الطاهر ساتي

وعاد البرش …!!


:: قبل عام ونصف، بعد حضور النسخة التاسعة للمهرجان، كتبت ما يلي بالنص : ( ما قبل النسخة التاسعة، فالرئيس لم يكن يفتتح المهرجان فقط، بل – قبل المهرجان – كان يفتتح طرقاً بالمدائن ومدارساً بالريف، ومراكز صحية و أندية و شبكة كهرباء ومحطات مياه، و معالماً في مدائن البحر الأحمر كلها..ثم كان يُدشن مشاريع الأسر المنتجة و تكاسي التمويل، و الكارو البديل للدواب وعربات ذوي الإحتياجات الخاصة، وغيرها من المشاريع التي كانت تصنع أفراحاً في بيوت البسطاء قبل فرح المهرجان العام.

:: ثم أكدت بأن أفراح تلك البيوت غابت في مهرجان ذاك العام، والغائب – في موقف كهذا – لا عذر معه أو له..ولولا تخريج دفعة الكلية البحرية ثم مشروعاً شبابياً أقرب إلى (الهتاف السياسي) وآخر من صُنع القطاع الخاص في عهد الحكومة السابقة، لما عاد الوفد المرافق للسلطة المركزية من ولاية البحر الأحمر إلا بأغاني البعيو وسيدي دوشكا ومشهد الألعاب النارية.. فأيها القوم الحاكم بالثغر، إجتهدوا وسيروا على درب السابقين بحيث يكون هذا المهرجان السنوي محض شاطئ لنهر التنمية والتعمير والعطاء وتوظيف الشباب وتقزيم نسبة الفقر و العطالة، أو كما كان يحدث سنوياً.

: ثم أشرت إلى بعض علامات الفشل بالنص : وعادت مظاهر السياسة بغزارة تكاد تغطي على التنمية والخدمات..فالحركة الإسلامية ترحب و تنتشر بكثافة، والدفاع الشعبي يتمدد بشعارات الحرب في قلب الفرح والسلام ، وللحزب الحاكم – شكلاً وشعارا – حضور يمايز بين الناس ومشاعرهم بتنطع .. فالنهج الجديد سوف يعيد البحر الأحمر إلى أزماتها ومخاطرها الأمنية ..وليست من الحكمة ألا تتعظ سياسة القوم الحاكم في الثغر من تجارب غبائن سنوات الحاتم الوسيلة و بدوي الخير و مجذوب أبو علي وغيرهم من صُناع الإحباط و( منتدى البرش) و (جبهة الشرق) و (ثورة المدينة) و (مجزرة 29 يناير ).

:: ثم نصحت بالنص : نأمل أن تنتبه حكومة البحر الأحمر وتتعظ من عهود صُناع الغبائن، بحيث يكون كل أفراد المجتمع بمختلف ألوان طيفهم السياسي في ( الهم شرق ).. أي بلا إقصاء لجماعة أو تنطع حزب أو تغول فئة، أي كما كان حال المناخ العام قبل نصف عام فقط لاغير ..وبنود الصرف ما لم تفتح المدارس والمشافي ومحطات المياه وشبكات الكهرباء والطرق، وما لم توفر المعلم والطبيب والوظيفة للمواطن وأفراد أسرته، فأنها لاتحمي الولاة من غضب الناس ولو شيدوا بها حصون الأمن والتحزب طولا وعرضا)

:: ولم تعجب تلك النصائح حكومة اللواء على حامد بالبحر الأحمر، بل غضب وزير ماليتهم لحد اظهار ( تصرف صبياني)، فتجاوزته بإعتباره جزء من متاعب المهنة..ولكن اليوم، وللأسف، بدأت تلوح في أفق البحر الأحمر مخاطر ما بعد الفشل..توقفت كل مشاريع التنمية، ولا أموال هناك لحد إستدانة الحكومة لتغطية ميزانية (الفصل الأول)، ثم عادت روح الإحباط في مجتمع البحر الأحمر، وكذلك عاد (منتدى البرش)..!!

:: لقد عاد منتدى البرش.. ومن هذا المنتدى تحرك شباب (جبهة الشرق)، ومن هذا المنتدى إشتعل فتيل (29 يناير) ..ومع ذلك، بدلاً عن دراسة ومعالجة أسباب عودة منتدى البرش بعد عقد من الغياب، شرعت حكومة اللواء أمن (م) على حامد في نهج الإستدعاء والإستجواب .. والمركز، كما الولاية، لن يستبين النصح إلا ضحى ( مجزرة أخرى)..!!