صلاح حبيب

الدكتور “الحاج آدم” ما زال يعيش في الأحلام!!

الدكتور “الحاج آدم يوسف” نائب رئيس الجمهورية الأسبق والأستاذ الجامعي والقيادي بالمؤتمر الوطني، عندما يتحدث عن الوضع قبل الإنقاذ ويقول الخرطوم قبل الإنقاذ لم يكن بها ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت، كأنما يتحدث عن قرن لم يشهده المواطن الحالي بالسودان.
فالخرطوم التي يتحدث عنها الدكتور “آدم” كانت مدينة هادئة ومستقرة أمنياً وحتى انقطاع المياه والكهرباء لم تشهده كل الولاية والكل يعلم الأسباب التي أدت إلى انقطاع المياه والكهرباء، آنذاك والدكتور كان حزبه من المشاركين في تلك الأنظمة قبل الإنقاذ بل البعض كان يلقي اللوم على حزب الدكتور بخلق الأزمات الاقتصادية بسبب الصراع على السلطة. الدكتور دائماً يتحدث عن الوضع قبل الإنقاذ وكأنما يعيش في برج عاجي أو أن الجيل الحالي لم يشهد الوضع في السودان ولا الظروف التي مر بها.
الوضع قبل الإنقاذ يا دكتور كان المريض يدخل المستشفيات ويتعالج مجاناً ولم يطلب منه دفع مبلغ مالي نظير وفاة أحد أقاربه حتى الإسعاف الذي ينقل الموتى كان مجاناً قبل الإنقاذ، والكهرباء التي يتحدث عنها الدكتور كان موظف الهيئة القومية للكهرباء يدخل المنازل ويقرأ العداد بعدها يسدد المواطن مبلغاً مالياً نظير استهلاكه. الآن المواطن لا يستطيع أن يضيء منزله بسبب التكلفة العالية في فاتورة الكهرباء وحتى المياه لم تنعدم إطلاقاً عن الصنابير ولم يخرج المواطن في تظاهرات بسبب انعدام المياه في الحي الفلاني لعدة أسابيع أو عدة أيام.
لقد صبر المواطن في بداية الإنقاذ وتحمل أن يشرب الشاي بالبلح والحلاوة نظراً لانعدام السكر ولم يتضجر المواطن لأنه كان يعيش على أمل حل الأزمة الاقتصادية، ولكن بعد أن حلت الأزمة الاقتصادية لم ينعم المواطن بهذا الحل بعد أن تدفق البترول واستأثر به البعض فيما ظل المواطن يعيش في تلك المعاناة، فناس الإنقاذ من لم يكن له بيت أصبح له بيتان ومن كانت له زوجة أصبحت له زوجتان ومن لم يكن له حساب في البنك أصبحت له حسابات في عدة بنوك. أما المواطن قبل الإنقاذ من كان له بيت باعه ومن كانت له زوجة طلقها بسبب الفاقة والضائقة المعيشية.. وفي الإنقاذ أصبحت أنبوبة الغاز بتسعين جنيهاً بعد أن كانت بتراب القروش، أما التعليم فكان كل التلاميذ يدرسون مجاناً حتى جامعة الخرطوم التي درس فيها الدكتور وما زال يدرس فيها كان القبول مجاناً. الآن جامعة الخرطوم تقبل الطلاب بأكثر من أربعين ألف جنيه أما المدارس الحكومية فأصبحت خارج مطالب أولياء الأمور فأصبح التعليم عصياً على كل الأسر، فكيف يدفعون ملايين الجنيهات لتلميذ في مرحلة الأساس، أما أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون فقد هاجروا بسبب الضغط الاقتصادي ومعاناتهم في المعيشة، يا دكتور لا تقارن الوضع قبل الإنقاذ، ألم تسمع قول ظرفاء المدينة الذين قالوا رجعونا مكان ما كنا.