مصطفى أبو العزائم

إفطارات الساسة وقيادات الأحزاب

إفطارات السياسيين وقادة الأحزاب خلال هذا الشهر المبارك تكون عادة فرصة للتعرف على إفطار هؤلاء الساسة وتوجهاتهم وآرائهم حول قضايا الساعة التي تشغل الرأي العام في بلادنا، والتي غالباً ما تكون هي حديث الصالونات والصيوانات والتجمعات في أنحاء المدن والقرى المتفرقة، خاصة إذا ما كانت تتصل بحياتهم وأمنهم وسلامهم وليس أهم من ذلك بالنسبة للإنسان في كل مكان.
القضية التي تشغل المواطن السوداني هذه الأيام، هي – بلا شك – قضية السلام والتوقيع على اتفاقيات وقف الحرب ووقف العدائيات بين الحكومة ومجموعة قوى نداء السودان الرافضة للالتحاق بالسلام في كل مراحله السابقة.. وهي – أي قضية وقف الحرب – شغل الناس الشاغل لذلك يصوب أهل السياسة والصحافة والإعلام، ورجالات الجيش والشرطة والأمن وكل مهتم بالشأن العام، يوجهون أبصارهم نحو العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” لمتابعة اجتماعات قوى نداء السودان مع المبعوثين الدوليين، حول خارطة الطريق الخاصة بقضية وقف الحرب في المنطقتين ودارفور.. والتي يتفاءل الناس كثيراً في أنها سوف تصل إلى نهايات سعيدة خلال فترة قصيرة بعد التدخلات والضغوطات الأمريكية عن طريق المبعوث الخاص “دونالد بوث” الذي يعبَّر موقفه عن اهتمام الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” الذي يحرص على إنجاز سياسي كبير قبيل نهاية فترته الرئاسية الأخيرة.
حرصت على تلبية أكثر من دعوة رمضانية للإفطار مع عدد من القيادات السياسية والحزبية، رغم ما في ذلك من مشقة بالخروج عن الطقوس المنزلية اليومية المعتادة، لكن الحرص على معرفة اتجاهات هذه الأحزاب كان دافعاً مهماً للمشاركة، وقبل ذلك العمل وفق السنة المطهرة في شأن تلبية الدعوات.. وشهدت مع مجموعة من الزملاء رؤساء التحرير والكتاب والصحفيين وأهل الإعلام بمختلف تخصصاته إفطاراً رمضانياً دعا له الباشمهندس “إبراهيم حامد محمود” مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني في منزله بالخرطوم، تحدث فيه لضيوفه عن مسارات التفاوض، معرباً عن تفاؤله القوي بأن اتفاقاً وشيكاً على السلام في الطريق ليتم التوقيع عليه من قبل الأطراف الرافضة من قبل، لأية اتفاقيات سلام أو أي وقف إطلاق النار مع الحكومة، وكان ذلك يوم (السبت) الماضي أول هذا الأسبوع.
في اليوم التالي (الأحد) الأول من أمس، كنت ألبي دعوة إفطار خاصة بحزب الأمة الإصلاح والتنمية، وصلني عن طريق الهاتف مباشرة من رئيس الحزب، الوزير الشاب “إبراهيم آدم إبراهيم”، غير الدعوة المطبوعة المرسلة على عنواني وغير الدعوة الالكترونية عن طريق (الواتساب)، وقد حرصت على تلبية هذه الدعوة للعلاقة التي تربطني بعدد من قيادات وأعضاء هذا الحزب الفتي الشاب والعلاقة التي ربطتني بمؤسسه ورئيسه الراحل الأستاذ “الزهاوي إبراهيم مالك”
في الحديقة الخلفية الواقعة شرق سينما بانت، حيث يقع مقر الحزب، كان الجمع الكبير واشتمل على تمثيل رفيع لأهل السياسة والصحافة والإعلام والفنون وتمثيل للقيادات التنفيذية والمهنية والحرفية ومنظمات المجتمع المدني.. حقيقة كان الحضور كبيراً وضم أطيافاً واسعة من قيادات الأحزاب الأخرى، ومثل الدولة فيه المهندس “إبراهيم حامد محمود”. وقد كان خطاب مساعد رئيس الجمهورية أمام ذلك الجمع الضخم الكبير، حول مسارات التفاوض، وقال إن من يرفض السلام هو الخاسر والمهزوم، مؤكداً على أهمية الحوار الوطني الذي يهدف إلى إشراك الجميع في قضايا الحكم والوطن.
وقد سبق حديث مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني المهندس “إبراهيم محمود”، سبقه حديث لرئيس حديث لرئيس حزب الأمة الإصلاح والتنمية الأستاذ “آدم إبراهيم” الذي قال حديثاً عبر فيه عما يجيش في صدور الكثيرين، عندما أكد على أنهم مع وحدة أحزاب الأمة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بأن دعا إلى تكوين تحالفات تضم الأحزاب ذات المرجعية الواحدة، سواء كان ذلك في اليمين أو اليسار أو الوسط، وكان ذلك بيت القصيد أو قل (ملاح العصيد) الذي زين ذلك الإفطار الجامع، قبل أن ينادي المنادي لصلاتي العشاء والتراويح بأن قوموا لصلاتكم يرحمكم الله.