منوعات

لماذا يعشق البشر ناطحات السحاب؟

من برج بابل الأسطوري إلى برج خليفة الأيقوني، لطالما تطلّع البشر إلى تشييد أعلى الأبراج وأضخم الأبنية، كوسيلة للاحتفال بثقافاتهم أو تعزيز لمكانة مدنهم، أو بكل بساطة، لغرض التباهي فقط.
وقد كانت الأبنية العالية تاريخياً، حكراً على الطبقة الحاكمة، ورجال الدين، والإمبراطوريات. فأهرامات الجيزة مثلاً، بنيت لتحوي قبر الفرعون خوفو على علو 145 متراً، لتكون أطول هيكل من صنع الإنسان لأكثر من أربعة آلاف عام، قبل أن تتفوق عليها كاتدرائية لينكولن بعلو 160 متراً في القرن الـ14. كما شيدت صروح أخرى في التاريخ، مثل قصر بوتالا في التبت الذي هو منزل الدالاي لاما أو أديرة آتوس، فوق الجبال أو النتوءات الصخرية، لتكون عالية وأكثر قرباً للسماء.

ولكن، سرعان ما تتضاءل هذه الجهود التاريخية الكبرى عند مقارنتها بناطحات السحاب في القرنين الـ20 والـ21، إذ يبلغ ارتفاع مبنى شارد في لندن 310 أمتار في السماء، ولكنه يبدو صغيراً جداً بالقرب من أطول مبنى في العالم، برج خليفة، الذي يبلغ طوله أكثر من 828 متراً. ومن المقرر، أن يكتمل بناء برج المملكة في مدينة جدة السعودية، في العام 2020، وأن يصل طوله إلى كيلومتر واحد.

ويعود انبهار العالم بناطحات السحاب والمباني العالية إلى ثمانينيات القرن الـ19، عندما ظهر أول جيل من ناطحات سحاب في مدينتي شيكاغو ونيويورك، إذ كانت شركات التأمين المزدهرة في منتصف القرن الـ19، من بين الشركات الأولى لاستغلال التقدم التكنولوجي الذي جعل بناء المباني العالية أمراً ممكناً.

ويُعتبر مبنى بيت التأمين في مدينة شيكاغو الأمريكية، أول ناطحة سحاب في العالم، وبدأ المهندس المعماري الأمريكي ويليام لي بارون جيني بنائه في العام 1885، وهُدم في العام 1931.

CNN