الاعتكاف في المساجد.. بين التعبد والفكر المتطرف
مع اقتراب العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يستعد مسلمون للاعتكاف في المساجد للتقرب من الله، وهي خطوة تسعى الجهات الدينية المسؤولة على تنظيمها، والابتعاد بها عن أي محاولات لنشر الفكر المتطرف.
وخلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، يعتكف مسلمون في المساجد للتعبد وقراءة القرآن والتقرب من الله، أسوة بالرسول محمد.
وفي محاولة لتنظيم الاعتكاف في المساجد، ومواجهة أية محاولات لبث أفكار متشددة، خاصة بين فئة الشباب، أصدرت وزارة الأوقاف المصرية مجموعة من “الضوابط”، منها تحديد المساجد التي يتم الاعتكاف فيها، وأن يكون تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر، أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحا جديدا لم يسبق إلغاؤه.
كما منعت الوزارة الاعتكاف في الزوايا والمصليات الصغيرة، وطالبت الراغبين بالاعتكاف بتسجيل أسمائهم قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل.
وفي هذا الشأن، قال وكيل الأزهر الشريف، الشيخ عباس شومان لـسكاي نيوز عربية: “الاعتكاف سنة في رمضان، وهو من الأعمال التي تقربنا من الله، فهو فرصة للإنسان ليراجع نفسه ويصحح ما يراه معوجا، لذا فهو أبعد ما يكون عن التطرف”.
وتابع: “لا يجب أن يستغل الاعتكاف في خدمة أغراض ضارة بالفرد والمجتمع، ومن الضروري أن يبتعد المعتكفون عن التطرف، خاصة وأن للتطرف خلفيات سياسية وليست دينية، فالإسلام هو دين محبة وتسامح”.
ورأى شومان أنه من المهم أن يتم تنفيذ الإجراءات التي وضعتها وزارة الأوقاف، قائلا: “لا يجب أن تترك المساجد ليعبث بها المتطرفون، الذين يستغلون العاطفة الدينية لدى الشباب لنشر أفكارهم المتشددة”، مشيرا إلى أهمية إبعاد الزوايا والمصليات الصغيرة التي لا تخضع لضوابط.
من جانبه، رأى الداعية والمفكر الإسلامي الأردني، محمد القضاة، أن الاعتكاف يمثل فرصة “لشحن المعتكفين والمصلين بشحنات دينية عاطفية تجاه أنفسهم وأهلهم وبلادهم، وتوظيف المعلومة الثقافية والدينية في التعامل مع الآخرين، مع التركيز على حسن الخلق”.
وأضاف لـسكاي نيوز عربية: “في عالمنا الإسلامي هناك 3 جهات محركة للفكر، هي التعليم والإعلام والمساجد، وأنا أرى أن للمساجد أهمية كبيرة جدا لأن المصلين مستعدون للاستجابة وتلقي المعلومة من الإمام، لذا فإن حسن توجيههم أمر ضروري”.
سكاي نيوز