أس مشاكل
كثير من المواطنين وأكثر من أهل الصحافة وحملة الأقلام ظلوا يوجهون نقداً متواصلاً للمعتمدين السابقين منهم والحاليين، والنقد لا يخرج عن اتفاق وإجماع أنه كل معتمد يأتي ثم يذهب للأسف إلا القليل من دون أن يضع البصمة، والفرق الذي يشعر به المواطن على مستوى الخدمات العادية من نظافة وخدمات مياه وطرق مسفلتة الخ.. من البنية التحتية لأية محلية من المحليات. كثير منا يلقي اللوم على المعتمد قصرت فترة تكليفه أو تطاولت، وننسى أن هذا المعتمد (ترس) في ماكينة عملاقة قوامها الجيش الجرار الذي يتبع له في هذه المحلية من مديرين وضباط إداريين ومفتشين، وما إلى ذلك من المسميات الوظيفية. وهذه الآلة العملاقة تظل في حالة جمود وسكون وظيفي لسنوات عديدة يمشي ويجيء آخر يذهب معتمد ليخلفه معتمد، وهؤلاء في أماكنهم لا يتحركون ولا يتزحزحون بذات الأفكار وذات الوسائل، وربما ذات الركلسة والخمول، طيب الحل شنو؟؟ الحل أن تحدث هزة تحرك سكون الحكم المحلي الذي أصبح كشجرة الدمس المتشابكة المتشعبة، لأن أي تغيير أو حراك يحتاج لتغيير الدماء ونفض الغبار وعمليات الجراحة التي تطال الرأس فقط رغم أن الجلطة في جزء آخر من الجسد لا تشفي الجسم العليل، ما قلنا أرفدوا زول ولا أقطعوا عيش بني آدم لكن على الأقل التغيير في المواقع وتحديد التكاليف يقلل من تأثير مراكز القوى الصغيرة التي رضينا أم أبينا تتكون في مؤسسات كبيرة كالدمامل وبعضها كالخلايا السرطانية التي لا تظهر على السطح، إلا بعد أن تفتك بآخر نبض للحياة فيها!! خلوني أقول إن ما ينطبق على المحليات بالضرورة ينطبق على الوزارات، ليس منطقياً أن يطال التقيد مقعد الوزير والوكيل يا هو ذات الوكيل والمدير يا هو ذات المدير، والطاقم الديناميكي لم تتغير فيه الوجوه ولا الروح. متوقعين شنو من مسؤول يتحرك بذراعين مصمتين وقدمين لا تقويان على الحركة وتمارسان الجرجرة والخمول.
لكل ذلك أقول إننا سنظل ندور في هذه الدائرة المفرغة ونظل في حالة بحث عن التغبير الإيجابي الملموس وهو ما لن يحدث وأصنام كثيرة نحتاج لهدمها وقد وجدت من يعبدونها ويتبتلون لها وكله بثمنه والمصالح تتصالح! فإن كان المعتمدون تحديداً راغبين أن يقدموا عطاءً لمواطن محلياتهم فلهم أن يمتلكوا الشجاعة الكافية لإحداث هذا الإحلال والإبدال المهم الذي من خلاله يكتشفون مواقع القصور والخلل، ويستطيعون أن يردموا الهوة العميقة التي شكلت العلاقة بين المواطن وإدارات كثيرة بعضها ارتبط بالجبايات والتشدد بلا رحمة أو تقدير لظروف الناس. والأهم من كل ذلك أن الإحلال والإبدال يميط اللثام عن بثور وقروح الفساد التي لا يظهر تعفنها طالما أن ضمارات الاستمرارية وطول البناء تغطي التهابها وسوء حالها!!
{ كلمة عزيزة
منذ أن بدأت أولى حلقات (أمنا حواء) هذا الموسم طوقت عنقي إشادات أزالت مني كل الرهق والتعب الذي واجهناه خلال أيام التصوير الضاغطة، وأكثر ما يسعدني هي تلك الملاحظات في الشارع والأماكن العامة يتجهون نحونا للتحايا والسلام بود ومحبة بيننا سابق معرفة، وهؤلاء هم الاستبيان الحقيقي لمدى وصولنا للمشاهد السوداني، لكنني أعترف أنني أمس شعرت بزهو وفخر وكيف لا وقلم باذخ وكاريزما صحفية وإعلامية وتاريخ وطني حافل بل وشخصية سودانية مؤثرة في الأحداث الوطنية والاجتماعية الأستاذ الرقم “كمال حسن بخيت”، يفرد كامل زاويته لشخصي الضعيف بل ويعنونها (بأم وضاح تدهش المشاهدين)، في إشادة كاملة الانحياز لبرنامج (أمنا حواء) كانت كجائزة اليانصيب الكبرى لطاقم البرنامج. فالشكر كل الشكر للأستاذ القامة “كمال حسن بخيت” على المشاهدة والشهادة، وبالطبع الشكر لكل من كتب وكل من سيكتب، وسأعود لذلك بالتفصيل.
{ كلمة أعز
شكونا مر الشكوى من تراكم النفايات في الشارع الذي نسكنه بل والحي بأجمعه، والسيد المعتمد مشكوراً وجه بنظافة الشارع بعد أن علم أن سكان الشارع امتنعوا عن الإفطار في الخارج وفضلوا الالتزام ببيوتهم، وتوجيهه كان مباشراً للمسؤول عن النظافة الذي قال له وفي لحظتها وقدام عيوني حاضر يا سعادتك الموضوع منتهي وحاضر يا سعادتك الموضوع منتهي الليلة، ليها أسبوع والحال في حاله أخي المعتمد كم حاضر يا سعادتك والموضوع منتهي سمعنها منذ توليك منصبك وعلى هذه الحادثة قس وتمعن.