رمضان أحلى في السودان بهؤلاء!!
ما يميز السودان خلال شهر رمضان هذا التكافل الاجتماعي والوصول إلى الأسر المتعففة وتقديم المساعدات لها بأماكنها إضافة إلى الإفطارات التي تقام بالأندية ودور العبادة، والفنادق والمنازل والطرقات وهذه لم تتوفر في أية دولة من دول العالم. وقد ثبت فعلاً أن رمضان أحلى في السودان رغم تخوف البعض من ارتفاع درجات الحرارة وغلاء الأسعار، ولكن جمال رمضان في هذه اللمة والبرامج الخفيفة التي يتحلق حولها الناس عقب الإفطار وهذه ميزة ثانية لم نجدها في العالم، فعقب الإفطار كل أسرة تتابع برنامجاً حرصت على متابعته، فأكثر من عشر سنوات وبرنامج (أغاني وأغاني) استحوذ على قلوب المشاهدين بل أصبح البرنامج الأول، ولكن في هذا العام قد برزت بعض البرامج التي قد تنافس (أغاني وأغاني) مثل برنامج (بنات حواء) بفضائية (أنغام) والذي وجد مساحة كبيرة من المشاهدة داخل السودان وخارجه.. وهذا البرنامج استقطب عدداً كبيراً ممن يتذوقون الفن الجميل خاصة الأغاني التي يتم نظمها بواسطة النساء، فأمنا حواء والراحلة حواء الطقطاقة كانت ومازالت في قلوب وذاكرة المشاهدين، ولذلك نجحت الأستاذة “أم وضاح” أن تجعل منها رمزاً لبرنامجها واستقطاب مغنيات في الساحة الفنية أمثال “إنصاف مدني” التي أصبحت ملكة الدلوكة بلا منافس، كما يقال.. من جو صنعته احترمه الجمهور ورمضان كما قلنا أحلى في السودان بناسه وبرامجه الخفيفة والظريفة وأيضاً برنامج (أغاني وحكاوي) الذي يقدمه الأستاذ الشاعر “التجاني حاج موسى” جذب عدداً كبيراً من المشاهدين. ورغم أن قناة (الخضراء) لها عدة سنين، ولكن خلال فترة وجيزة استطاعت أن تجذب المشاهدين خلال هذا الشهر وهي فترة إذا قارناها ببث الفضائيات نجدها قد حجزت لنفسها موقعاً كبيراً في نفوس المشاهدين، وكذلك البرنامج الحواري الذي يقدمه الأستاذ “الهندي عز الدين” (على المنصة) قد ساعد أيضاً في لفت نظر المشاهدين لهذه القناة، فمن الصعب أن تجري قناة حواراً يومياً ومميزاً ولضيوف قامات في الساحة السياسية وهذا أيضاً أضاف للقناة نسبة ومساحة كبيرة من المشاهدين، وهذا يحدث لأول مرة في فضائية سودانية والتي لم تتعود النفس الطويل في مثل هذه الحوارات.
فالنيل الأزرق تعد من القنوات الراسخة واستطاعت بعد فترة طويلة استقطاب الجماهير لها بفضل البرامج المنوعة والخفيفة، ولا ندري لماذا تراجعت الفضائية السودانية في تقديم البرامج المميزة وأصبحت الفضائية خارج المنافسة، مقارنة بتلك القنوات النيل الأزرق وأنغام والخضراء وفضائية أم درمان، وهي أيضاً من القنوات التي أصبحت تزاحم في الفضاء ويرجع الفضل فيها للأستاذ “حسين خوجلي” الأديب والصحفي المميز، فنجاح الفضائيات السودانية ربما يعود إلى دخول الإخوة الصحفيين في تقديم البرامج وهذا أعطاها قيمة وميزة، فمعظم البرامج الناجحة بالفضائيات ترجع للإخوة الصحفيين الذين اقتحموا عالمها واستطاعوا أن يضيفوا إلى تلك الفضائيات الجديد بأسماء أولئك النجوم.