جمال علي حسن

وأين خارطة الطريق مع بوث ودولته


مثلما يبدو عسيراً على الإدارة الأمريكية أن تغير موقفها القديم المتجدد من الحكومة السودانية وتصنيفها لها، يجب أيضاً أن تنتبه الحكومة للتعامل مع أمريكا في سياق منسجم تماماً، حيث لا يقبل الرأي العام أن تكون أمريكا بنظر الحكومة هي الخصم والجهة الراعية للتمرد والدولة التي تعادي السودان وتفرض عليه حصاراً قاتلاً وتلعنه وتلعن حكومته سراً وجهراً ثم تكون هذه الـ(أمريكا) في نفس اللحظة وسيطاً موثوقاً ومرحباً به نظراً لدورها المأمول والمنتظر في حث الأطراف الممانعة للتوقيع على خارطة الطريق المطروحة من الوساطة الأفريقية والتي وقعت عليها الحكومة وأصبحت تتبناها بشكل كامل.
صحيح أن توقيع الحكومة على خارطة الطريق قرب المسافة بين موقفها وموقف المجتمع الدولي إلى حد ما.. لكن حتى لا تكون هناك مفارقات مضحكة في طريقة تعامل السودان مع الدور الأمريكي فإن على الحكومة أن لا تفرط في الاندياح مع المبعوث الأمريكي وكأنه مبعوث دولة شقيقة وصديقة ورفيقة ومتعاونة مع السودان لمجرد موقفه وموقف حكومته المؤيد لخارطة الطريق الأفريقية.
يجب أن لا ينسى إبراهيم محمود أن بوث هذا يمثل دولة لا تزال تتمسك بما تفرضه على السودان من حصار اقتصادي وسياسي وتنموي منذ أكثر منذ سنوات طويلة.. ويجب أن لا ينسى إبراهيم محمود وهو يرحب بهذا المبعوث الأمريكي أن يذكره دائماً بأنه يتعامل معه ليس كوسيط لأنه لا يمثل دولة محايدة تماماً في هذا الصراع بل يتعامل معه في حدود توافقهما على نقطة واحدة فقط هي خارطة الطريق.. ويذكره بشروط توفير الثقة الكاملة بينهما .
فإذا أراد بوث دوراً أكبر وثقة أكبر وأريحية أعلى فعليه أن ينجز الملف الذي يليه ويهمنا وهو ملف علاقات السودان مع دولته.. والتي لا نعرف أين هي خارطة طريقها ومتى سيتم طرح تلك الخارطة الخاصة بطريق العلاقات السودانية الأمريكية وإنهاء مرحلة تشويه سمعة السودان ووصمه بأنه دولة إرهابية وتحذير حتى الأشقاء من زيارة السودان .
دونالد بوث لن تكون صديقاً ولا وسيطاً موثوقاً ما لم تقدم بلادك موقفاً يكفي للثقة بها وبأجنداتها تجاه السودان.
خارطة طريق السودان مع العالم لا تزال مفقودة تماماً بسبب الظلم الأمريكي للسودان برغم توقيع السودان على خارطة الطريق الأفريقية وتعاونه مع الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتعاونه وتسليمه للمطلوبين الدوليين وفك ارتباطه مع إيران واستقباله للمبعوث الأمريكي الذي ترحب به الخرطوم بلا خارطة طريق ولا حتى (قولة خير) من أمريكا.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلاي وشلاتين.