أم وضاح

دراما سياسية!!


لا أظن أن السيد “جلال الدقير” الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) لا أظنه وهو السياسي المخضرم تفوت عليه (برتوكولياً) ومؤسسياً كيف تقدم الاستقالات داخل الأحزاب السياسية؟ لكن رغم ذلك تعمد الرجل أن يقدم استقالته وعلى الهواء مباشرة وسط رهط من مؤيديه ومناصريه وحدث ما توقعه الرجل تماماً إذ تعالت الأصوات الرافضة للاستقالة وسالت مشاعر الناس جداول ورُفِضت في محلها، وقال الكبار في الحزب إنه ينبغي أن تعرض على مؤسسات الحزب للبت فيها، طيب ما قلنا كده من الأول لكن الأخ “الدقير” أراد وكما يفعل معظم الساسة في السودان أن يداعب ويلامس أوتار الإحساس في مناصريه ليخلق لنفسه السند والدعم للاستمرار في قيادة الحزب، وما قام به السيد “جلال الدقير” يفعله للأسف كثير من الساسة في الأحزاب الذين يعتمدون وبشكل مطلق على ولاء العواطف وتأثير الإلفة والعشرة بعيداً تماماً عن المؤسسية والمنطق وجرد الحساب وإن كنت أجد العذر لهؤلاء في تمسكهم وكنكشتهم بالمواقع فمن وين ألقى العذر لهؤلاء الذين يبكون ويتباكون تمسكاً بفلان وإصراراً على علان؟ كيف لا يطبق هؤلاء القواعد الديمقراطية على أنفسهم حتى يطالبوا الآخرين بتطبيقها!! كيف يستقيم أن تنضج الممارسة السياسية في ظل هذه (الطفولية) و(الشعلقة) التي يمارسها المنتمون لهذه الأحزاب في جلاليب الكبار بشكل طفولي مزعج وكأنهم يعيشون حالة إدمان الرضاعة ولا يقوون على الفطام!! هذه للأسف ممارسة أبعد ما تكون عن (الديمقراطية) وأقرب ما تكون (للعبودية) التي تجعل أحدهم مسيراً للآخر من غير نقاش، من غير رأي وكأنه وحده في يده أكسير الحياة للحزب وديمومته، هذه المشاهد الدرامية تحدث عندنا وفي بريطانيا مثلاً قابل المواطن البريطاني حديث رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” بأنه سيتقدم باستقالته خلال مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر القادم احتراماً لإرادة البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي، قابله بكثير من العقلانية وكثير من التفهم!! وتعالوا شوفوا وقارنوا العلاقة التي تربط رؤساء الأحزاب خاصة التقليدية بقواعدهم وهي علاقة فرغت من محتواها السياسي والعملي لتصبح علاقة ولاء مطلق وتابع ومتبوع.
لكل ذلك أقول طالما إننا لا زالنا في هذه الدائرة المقفولة فلن نستطيع بأي حال من الأحوال أن نرتقي بالممارسة السياسية حاكمية كانت أو معارضة، وعلى فكرة (حواء السودان ولود) وكثير ممن أجبروا على الجلوس في الهامش قادرون على أن يحققوا لأحزابهم طفرة ونقلة تخرجهم من جلاليب السادة وعباءتهم بس منو البديهم فرصة ويتزحزح عن المشهد قليلاً اتعلموا من “كاميرون” عليكم الله.
كلمة عزيزة
نظرتي وفلسفتي للحياة أن الرحمة أحياناً كثيرة يجب أن تسبق العدل خاصة لمن يتولون أمر العباد والبلاد لأن الرحمة هي مدخل مضئ لتحقيق العدالة بين الناس والمسؤول الذي لا يحمل ذرة رحمة في قلبه ( ما حبابة) حتى لو كان يطبق القانون بكل الانضباط والمهنية لذلك احتفيت وسعدت جداً بمواقف معتمد محلية بحري اللواء “حسن محمد حسن” التي لم يسبقه إليها أحد وهو ينحاز لستات الشاي، وهو ينحاز لأطفال الدرداقات، وهو يعفي أولى الشهادة السودانية من رسوم المياه والكهرباء تقديراً وتحفيزاً لها، عايزين يا جماعة مسؤولين في قلبهم رحمة وإحساس بالآخر لكن ما تبقى علينا قسوة وقصور خدمات فيصبح حالنا كالمثل القائل (ميتة وخراب ديار).
كلمة أعز
قرار موفق في محله تماماً الذي اتخذه مجلس المهن الطبية محافظاً على هيبة وسمعة وحقوق الطبيب السوداني خاصة وأن بعض مكاتب الاستخدام جعلت هجرة الطبيب السوداني إلى الخارج سوقاً تربح منه دون مراعاة لنزيف الكادر الطبي السوداني.