صلاح حبيب

وزير الكهرباء ما زال مصراً على الزيادة!!

ما زال وزير الهيئة القومية للموارد المائية والكهرباء يهدد بانهيار القطاع ما لم تتم الزيادة على فاتورة الكهرباء، ولكن إذا سألنا السيد الوزير بكل بساطة ما هو السبب الذي أدى إلى استقرار الكهرباء طوال الشهر الفضيل ولم تتم فيه القطوعات أو برمجتها كما حدث قبل بداية هذا الشهر؟ هل كانت للسيد الوزير عصا موسى أو عصا سحرية جعلت الإمداد الكهربائي مستقراً دون أن تحدث أية هزة أو انهيار؟ هل سأل السيد الوزير نفسه عن أسباب هذا الاستقرار الذي لم يعلمه المواطن البسيط؟ لقد سبق السيد الوزير الجهات المعنية بهيئة المياه وطالبوا بزيادة التعرفة حتى ينعم المواطن بإمداد مائي مستقر ولكن بعد أن تم تنفيذ القرار هل استقر الإمداد المائي بكل أنحاء الولاية؟ هل فارق سكان الولاية السهر حتى الصباح لملء “جركانة” ماء أو برميل؟ هل انتهت مشكلة المياه بالولاية نهائياً؟ هل سكان أطراف المدن ودعوا العربات التي تجرها الدواب وهي تحمل براميل المياه الملوثة؟ هل اطمأن المواطن بوجود مياه أربع وعشرين ساعة بمنزله؟ أشك في ذلك رغم الجهود التي قامت بها الولاية لمعالجة إشكاليات المياه.
إذن، هل السيد وزير الكهرباء إذا اقتنعنا فعلاً بأن هذا القطاع سينهار تماماً إذا لم تتم الزيادة؟ هل سنضمن إمداداً كهربائياً مستمراً دون انقطاع؟ أم أن الأمر زيادة فقط؟ معظم قطاعات الخدمات بالبلاد تعلق إخفاقاتها وفشلها في شماعة المواطن المسكين الذي يدفع كلما طلب منه الدفع، لماذا لا يقدم أولئك الوزراء استقالاتهم إذا فشلوا في حل مشاكل القطاعات التي كلفوا بها؟ لقد احترمت السيد وزير الثقافة السابق “السموأل خلف الله” عندما طالب بمبلغ مالي محدد لمعالجة إشكالية تلفزيون ولاية الخرطوم، لقد دفع “السموأل” باستقالته للجهات المسؤولة عندما أحس أنه لن يستطيع تقديم شيء، فارتاح وأراح الجهات المسؤولة.
إن أدب الاستقالة عند السودانيين عصي، ولن يقدم أي شخص على تقديم استقالته لو فشل مائة مرة طالما البقرة الحلوب توفر له كل احتياجاته من مسكن وملبس وعدد من السيارات له ولأسرته.. فالشخص الذي يحس أنه لن يستطيع فعل شيء ويتقدم باستقالته يكبر في نظر المواطنين، ولكن أن يظل الشخص في موقعه ولا يقدر على فعل شيء فستصيبه لعنات المواطنين.
اعترفت ولاية الخرطوم بفشل الجهات المسؤولة في نظافة ولاية الخرطوم، ولكن الولاية لم تفعل شيئاً مع أولئك الفاشلين، بل طالبوا بزيادة تعرفة نقل النفايات على الرغم من تطبيق الزيادة والنفايات مكدسة أمام المنازل وفي الطرقات، مما أدى إلى تشويه صورة المدينة والأحياء السكنية.
إن قضايا الخدمات بالولاية تمر من سيء إلى أسوأ، وكمان عاوزين زيادات في الفواتير، ماذا قدمتم لهذا المواطن المسكين؟ كلها زيادات أرهقت كاهله وحتى ونحن في الأيام الأواخر من رمضان كل صاحب سلعة زادها بطريقته، وأصحاب المركبات أضافوا تعرفة جديدة على التعرفة المقررة، ولا جهة مسؤولة تصدر أوامر بمعاقبة مصاصي دماء الشعب.. فيا سعادة وزير الكهرباء إذا عجزت عن توفير الكهرباء بما هو متاح دون زيادات، فاذهب أنت بدلاً عن تعذيب كل الشعب.