جمال علي حسن

عبد الرحيم.. لا وعد عندك تهديه ولا ماء


في آخر حوار صحفي مع مدير هيئة مياه الخرطوم كان الرجل يتفادى إعطاء أي وعد قاطع أو تحديد أسقف زمنية لمعالجة مشكلة المياه في عدد من أحياء ولاية الخرطوم خاصة مناطق جنوب الخرطوم .
كذلك نلاحظ حالة من الصمت وعدم التعليق من جانب الهيئة على أزمة مياه القوز والحلة الجديدة والرميلة هذه الأيام، تلك الأزمة القاتلة التي وجدت مساحة كبيرة جداً من التداول الإعلامي على مواقع التواصل الإلكتروني وخرج الأهالي وأغلقوا شارع الغابة بل على غير المعتاد تأخرت الشرطة في التدخل وفض التظاهرات حسب ما أوردت الأخبار .
حكومة الوالي عبد الرحيم إن لم نصفها بأنها أقل تركيزاً وتدقيقاً في معالجة قضايا المواطنين فإنها بالتأكيد أقل حساسية تجاه الأبعاد السياسية والجماهيرية لهذه القضايا .
أو دعونا نقولها بوضوح إن الفرق بين عبد الرحيم والخضر أن الخضر كان رجلاً سياسياً، بل كنا نعيب عليه تغليب المصلحة السياسية في جميع خطواته وقراراته، بينما الوالي عبد الرحيم يفتقد الحس السياسي تماماً، بل تشعر بأنه لا يضع اعتباراً كبيراً لأبعاد ومآلات وتطورات هذه الأزمات الخدمية عند المواطنين وما يمكن أن تتسبب فيه وتقود إليه خاصة موضوع المياه ..
صحيح أننا لا نريد من مدير هيئة مياه الخرطوم أن يخرج للإعلام و(يغش) المواطن أو يطلق وعوداً كاذبة ويمارس تلك العادة القبيحة عادة (التبرير والتصبير) المعتادة أو التي مارستها وزارة الكهرباء وتمارسها الكثير من المؤسسات الخدمية للتغطية على فشلها وقصورها، لكن على الأقل يجب أن يشعر المواطن بأن هناك ـ فعلاً ـ جهدا واهتماما ولو من خلال توفير تناكر مياه أو أي بدائل أخرى تعبر عن تفاعل حقيقي من الحكومة مع قضية هذا المواطن، لا نريدكم أن تخدعونا بل قد نحترم كثيراً واقعية المهندس خالد مدير هيئة مياه الخرطوم في آخر حوار صحفي طالعته له والذي أوضح فيه أن الأحياء السكنية التي تقع تحت خط العطش بولاية الخرطوم، تبلغ (62) حياً وتجنب إعطاء أي وعد قاطع بمعالجة المشكلة في وقت محدد وأن خططهم تمضي وجهودهم مبذولة لكنه أكد أن القضية ليست في يده .
لكننا نعتقد أن ضعف حساسية الوالي السياسية هي أحد أسباب تأخر معالجاته لقضايا الخدمات بل تفاقم بعض تلك الأزمات وتراجع الأحوال الى أسوأ، فأحياناً ينجح المسؤول صاحب الحساسية السياسية في تحقيق بعض النجاحات ولو بهدف تفادي الغضب الشعبي أو تحقيق كسب سياسي أو حزبي.. وبالتالي يغطي بجهده على ضعف إمكانياته وإمكانيات الولاية أما الوالي الذي يفتقد هذه الحساسية السياسية وتفتقد خزانته الإمكانيات فإن وضعه سيكون أصعب .
المتعافي مثلاً لم يكن سياسياً، ولا يحب السياسة لكنه جاء في مرحلة اقتصادية أفضل من المرحلة الحالية التي أتى فيها عبد الرحيم..
لا شيء أولى وأهم للمواطن من مياه الشرب، وقلناها في السابق حين عجز الخضر لكنه كان يغطي على عجزه بلسانه السياسي ونقولها اليوم بعد أن جاء عبد الرحيم ولا تزال الأزمة قائمة ومتفاقمة، إن ملف مياه ولاية الخرطوم يجب أن يؤول إلى رئاسة الجمهورية ويصبح تحت إشرافها وبشكل مباشر وبإمكانيات أكبر .
شوكة الكرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.