شهر الرحمة استغل لشهر المنفعة!!
شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ولكن التجار جعلوه شهر استغلال البشر ومص دمائهم، فظل كل صاحب سلعة أو حاجة يبيعها بطريقته الخاصة دون أدنى تدخل من الجهات المسؤولة ما جعل السوق يعيش حالة من الفوضى وعدم المسؤولية فإذا دخلت أي دكان بأسواق ولاية الخرطوم ما عليك إلا أن تقول حسبي الله ونعم الوكيل من الزيادات التي وضعها التجار خلال هذه الأيام رغم أن المعروض جله من إنتاج السودان الخضروات بأنواعها زيادات فلكية لا أدري كيف يعيش بسطاء القوم مع هذه الزيادات حتى الطماطم التي نقول بأنها طعام المساكين ارتفعت بصورة جنونية أو كما يقول عنها أهلنا المصريون (أطه با مجنونة) عندما يرتفع سعرها وحتى ارتفاعها عند الإخوة المصريين لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة كيلو بعشرة جنيهات الآن التجار استغلوا حاجة المواطنين وحبهم لها في هذا الشهر فارتفع سعرها أمس ما بين العشرين والخمسة والعشرين جنيهاً، وهذا يعني أن هناك عدداً من التجار يتحكمون في الأسعار طالما الموبايلات موجودة والسعر أصبح يحدد عن طريق الموبايلات بالسعر في السوق العربي نفس السعر في سوق بحري أو الحاج يوسف أو سوق صابرين، فكيلو البرتقال المصري قبل رمضان كانت الدستة لا تتجاوز خمسة عشر جنيهاً فارتفع السعر إلا عشرين جنيهاً الآن أصبح السعر بقدرة قادر ثلاثين جنيهاً بدون أي فصال، أما اللحوم فبدلاً عن سبعين جنيهاً لكيلو الضان وصل السعر الآن تسعين جنيهاً أما الفراخ فبعد أن كان بالمراكز بسبعة وعشرين جنيهاً أضيف جنيهان دون أي مبرر لتلك الزيادة، أما بقية الأطعمة الأخرى والخضروات فلن تصدق أنها مزروعة في السودان ولم تروَ بماء النيل من الزيادات التي وضعت عليها: الخيار والفلفلية والكوسة والجزر وغيرها من احتياجات مساكين هذا البلد لا ندري إذ كانت تلك الخضروات يتم استيرادها من الخارج كما هو الحال لدى عدد من الدول العربية التي تستورد أكلها من الخارج.
أصبح التجار لا رحمة لهم ولا شفقة لهم على المساكين، الغرض كيف يغنى هذا التاجر خلال شهر واحد، والله جعله شهر الرحمة والمغفرة ولكن هؤلاء جعلوه شهر الهجرة والضربة القاضية.. أما البدعة الثانية في نهاية الشهر الكريم فأصحاب المواصلات العامة أو الخاصة والتي وضعت لها الدولة تسعيرة محددة فاستغل أصحابها حاجة الناس للوصول إلى أماكن عملهم أو منازلهم أو دخول الأسواق فزادوا تعريفة المواصلات 300% بلا شفقة أو رحمة و (العجبه عجبه) والما عجبه يمشي كداري، هذا هو أسلوب أصحاب المركبات يريدون أن يجمعوا أكبر مبلغ من المال خلال أيام معدودة وهذا غير موجود إلا في السودان لأن القوانين في إجازة والمسؤولين ضاربون عرض الحائط باحتياجات المواطنين.