الطاهر ساتي
الشكر لله …مروي ..!!
** تلك الأرقام تكشف بأن كهرباء سد مروي – 1250 ميقاواط – بمثابة خطوة أولى فى مشوار ميل يجب أن تواصل فيه الوحدة والهيئة حتى نبلغ نهاية المشوار ثم الغاية الكلية بإذن الله ، أى إنتاجا يستوعب الطلب الكلي : 23078 ميقاواط .. وهذا الرقم ليس بمهول أو مستحيل إذا تواثق الكل – حكومة ومعارضة وشعبا – على هزيمة الفشل بالنجاح و ضرب الخلاف بالتصالح وتجاوز الجدال بالأعمال ..!!
** لقد أكرمنا الله بمصادر الطاقة ، فقط يبقى الأمل والرجاء فى استغلالها حتى تنعم كل رقعة جغرافية بهذه الطاقة ، إذ لا يسعد أهل السودان أبدا أن يمضي خمسون عاما من عمر استقلالهم ولا تزال أقاليم ومدائن وأرياف – تقدر ب 70% – خارج شبكة الكهرباء القومية .. لقد تأخرنا كثيرا ، و فى خضم تناحرها حول السلطة ومناصبها تناست نخبنا السياسية بأن السياسة الرشيدة هى فى الأصل : خدمة الوطن والمواطن بالخدمات .. ولهذا بقدر سعادتنا بدخول 1250 ميقاواط إلي الشبكة القومية في فترة زمنية تقدر بست سنوات من بداية استلام أول مقاول لموقع العمل « 15 يونيو 2003 » .. بقدر سعادتنا بتلك الطاقة فى تلك الفترة ، نحزن على أربعين سنة فيها ذات الفترات ، وكان باستطاعة الكل أن تضخ فى أسلاك شبكتنا ذات الطاقة فى فترة من تلك ، ولك أن تتخيل – صديقي القارئ – حجم إنتاجك الكهربائي اليوم .. ولكن ، قل : قدر الله وما شاء فعل .. وليت نخبتنا السياسية ، الحاكمة والمعارضة ، تتخذ أفراح العامة بكهرباء مروى نموذجا لصناعة المزيد اليوم والغد ، وليت تلك النخب تعلم بأن الوعى بلغ بالعامة بحيث أصبحت السياسة المرتجاة عندها حاضرا ومستقبلا هى : أن تسعد القيادة قاعدتها بالأعمال لا بالأقوال ..!!
** ويبقى الشكر لله من قبل ومن بعد .. ثم لجهات لا خير فينا إن لم نقابل جهدها بالثناء وجهدها بالوفاء ..شكرا للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ، الصندوق السعودي للتنمية ، الصندوق الكويتي للتنمية ، سلطنة عمان ، دولة قطر ، الصين الشعبية .. وشكرا نبيلا للأهل بأمرى والمناصير والحماداب وهم يضحون بموطن أجدادهم ومسقط ميلادهم ونبع ذكرياتهم من أجل سودانهم وغده المشرق باذن الله .. وشكرا لوحدة تنفيذ السدود ، إدارة وكل مهندس وموظف وعامل ساهم فى صناعة هذا الفرح ، شكرا لهم على كل لحظة كد ونقطة عرق فى سبيل أن يرى إنجازهم النور ، وها هو يرى بفضل الله ثم بأفكارهم وسواعدهم ، وصار اعظم مشروع في تاريخ السودان الحديث ، او كما وصفه الطيب صالح ، عليه رحمة الله ،عند زيارته لجسم السد عام 2005م..ولك الحمد يا الله ، مع الدعاء بأن يدثر الوطن بالسلام والرخاء ..!!
إليكم – الصحافة الاربعاء05/03/2009 .العدد 5634 [/ALIGN]