قصة أمل!
قبل العيد بأيام تلقيت دعوة كريمة من المخرج المتميز أبو بكر الشيخ للظهور في مسلسل (وتر حساس) في مشهد متعلق بدعم مشروع مستشفى الأطفال لعلاج الأورام.
أصدقكم القول ترددت قليلاً في قبول الدعوة لأن ظروف عديدة لم تمكنني من متابعة حلقات المسلسل وإن كنت قد شاهدت بعض حلقاته في أوقات متفرقة وكان انطباعي أنه مسلسل مختلف يقدم دراما جديدة جاذبة وغير مسبوقة من حيث الصورة وأداء الممثلين وتكاليف الإنتاج والبعد الإنساني.
وضح لي من خلال تلك المشاهدات أن المسلسل رغم جاذبيته لكن للأسف لم يتخلص من أزمات السيناريو والحوار التي ظلت تعاني منهما الدراما السودانية فتصيبها بالكساح وعجز الإبانة.
لم تستطع الدراما السودانية أن تتجاوز محفوظات اللهجة الريفية الملتبسة الهوية ولم تقترب بعد من روح لغة شوارع المدن ومجالس الأنس السوداني بما تحمل من ظرافة ولطف، لذا لم تغادر درامتنا عسمة الأداء ولا برودة التكلف.
عوض شكسير كوميديان بارع له حضور متميز على خشبة المسرح وفي الأعمال التلفزيونية وعلى اليوتيوب ابتسم حينما أراه وأضحك عندما يتحدث.
شكسبيرارتضى لنفسه قبول الدخول في مغامرة كتابة السيناريو والحوار لمسلسل تراجيدي بعيد عن الكوميديا يتناول مواضيع جادة كانت تقتضي لغة حوارية وتعبيرية من غير قاموس وتجارب عوض شكسبير.
رغم ذلك يجب ألا نقسوا على شكسبير بالحكم القاطع على تجربته الأولية في كتابة السيناريو فربما وفرت له فرصة مناسبة لتلافي القصور وانضاج التجربة وتقوية الأدوات في الأعمال القادمة .
أما بطل المسلسل المطرب طه سليمان فليسمح لي الصديق العزيز هيثم كابو بأن أتبنى وجهة نظر مخالفة له ، طه سليمان مبدع حقيقي هو بطل شهر رمضان في سباق الفضائيات السودانية قدم تجربة حوارية متميزة في برنامج (استديو5) وكانت تجربته في التمثيل جديرة بالإعجاب رغم كثير من الملاحظات التي يمكن أن تسجل وتقال ولا تقلل من قيمة التجربة.
سعدت جداً حينما اطلعت على خبر بأن طه سليمان توجه للقاهرة لأخذ كورسات في التمثيل فهذا دليل واضح أن الرجل حريص على تطوير تجربته ولم يكتفِ بتحويل رصيد نجوميته الغنائية إلى مجال التمثيل.
أتمنى أن يمضي طه لأكثر من ذلك لدعم موهبة التمثيل والتقديم بمزيد من العلم والاطلاع والتدريب وأن يهتم بتقوية الإعداد في البرنامج حتى يتجاوز بعض الأخطاء مثل ما حدث في حلقة الأقزام حيث استخدم بعض العبارات والتعليقات التي تفتقد للحساسية.
كانت مشاركتي بالظهور في المسلسل مع مجموعة من النجوم والرموز ضمن مشاهد أبريت أمل وهو عمل فني وإنساني بالغ الروعة من كلمات الشاعر خالد شقوري ولحن وتوزيع المبدع الرائع الأستاذ عثمان النو.
الأوبريت بمثابة تحريض إبداعي جمالي لدعم مشروع إنشاء مستشفى خاصة بعلاج الأاطفال المصابين بالأورام الخبيثة.
وللحديث بقية.