جبل أولياء.. دمعة على أطلال الفرص الضائعة
في خاتمة مقالنا أمس وعدنا بأن نحكي ونتسامر قليلاً اليوم عن جبل أولياء الخزان والشاطئ والحال البائس.
خزان جبل أولياء قد لا يعرف الكثيرون سبب وجوده وبقائه وفائدته لأن ظروف بناء هذا الخزان في عهد الحكم الثنائي قد زالت اليوم ومهمته القديمة لمصر قد انتهت إذ لم يكن بناؤه منذ البداية لفائدة السودان بل لفائدة مصر بعد توجساتها من بناء خزان سنار ومشروع الجزيرة، ثم فقد خزان جبل أولياء أهميته لمصر نفسها بعد بناء السد العالي، لكنه ظل موجوداً وتحت إدارة سودانية وفوائد وعوائد محدودة جداً من بنائه بل ربما بأضرار أكبر بما يحدث من هدر مائي من بحيرة الخزان بسبب التبخر..
فهل بإمكان ولاية الخرطوم أن تقلب هذه المعادلة وتستعيد للخزان دوراً وفائدة تفوق الضرر وتفوق حيرة عدم الجدوى من وجوده، طالما أن الخزان موجود وثقافة الاستمتاع بقضاء بعض أوقات الترفيه وتناول الأسماك الطازجة والرخيصة وقضاء العطلات بالقرب منه ومن بحيرته هي ثقافة موجودة أيضاً حتى الآن .
يتعاطى الكثير من المواطنين نصيبهم من الاستمتاع بالرحلات العائلية بصبر على ظروف بيئية سيئة وشاطئ مليئ بالأوساخ ومكان سياحي مهمل تماماً و(وسخان) بل يكاد يوصف بأنه (مقرف) لكنهم يصرون على ارتياده بمزاج يرى الورد ويهمل الأشواك.. يستمتع بطعم الأسماك ويتفادى التفكير في البئة التي يتناول فيها هذه الوجبات.. يصل إلى جبل أولياء التي تبعد أكثر من أربعين كيلومترا من الخرطوم يصل إليها بصعوبة وعبر طريق محطم في جوانبه ومليئ بالحفر والمطبات لكنه يصر على ذلك لأن هذا هو الواقع .
ولاية الخرطوم يمكنها أن تحول هذه البيئة المتدهورة في جبل أولياء إلى منتجع سياحي متاح للجميع وبقليل جداً من الاهتمام..
الاهتمام ببيئة شاطئ الخزان وتنظيم السوق وتعبيد طريق الوصول إلى هناك ومواقف للسيارات.. وسيستفيد الجميع من مثل هذا التطوير.. تستفيد الولاية بكونها وفرت منتجعاً مهيئاً للسياحة النيلية، يدر لخزانتها دخلاً وفائدة.. كما يستفيد مواطن جبل أولياء في العمل على تقديم هذه الخدمات السياحية من صيد أسماك وبيعها وإعدادها وطهيها، وتنظيم رحلات نيلية على الزوارق للعوائل الزائرة.. فضلاً عن استقطاب سائحين من خارج البلاد يدرون عملة صعبة ..
يمكن أن يستفيد الجميع من تطوير جبل أولياء وتهيئتها، لو كانت هناك عين مسؤولة خلاقة ولديها بعض الخيال، ولا أدري هل فكر معتمد جبل أولياء في تطوير الجبل أم أنه متوحل في الحيرة والعجز وضعف الخيال؟ .
على كل حال زرنا خزان جبل أولياء في يوم من أيام عيد الفطر المبارك وقصدنا أن تشاركونا هذه الدموع عند أطلال الفرص السياحية الضائعة في ولاية الخرطوم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.