وتاني مستشفى “حاج الصافي”
لا أدري ما هو سر اللعنة التي تصيب بعض المؤسسات والمشاريع التي نحتفي بتشييدها وتصرف فيها الحكومة المليارات لتتحول فجأة من منارات مضيئة إلى مزارات من التاريخ أصابها البؤس والتجريف.. بالأمس القريب قادتني قدماي نحو مستشفى حاج الصافي الذي هو من المستشفيات المهمة لشريحة واسعة من مواطني بحري، هو بالنسبة لهم المنقذ والحل الأول قبل مستشفى بحري المركزي باعتبارات المكان والزمان، والمستشفى الذي افتتحه السيد النائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه” بزيطة وزمبريطة، ووقتها كان يستحق ذلك نسبة للطفرة التي شهدها وهو يتحول من مركز متواضع إلى مستشفى شامخ بتخصصاته كافة، تحول بقدرة قادر إلى (كوشة) كبيرة للأسف، والوضع فيه لا يرقى على الإطلاق لمستوى منشأة لها علاقة بالصحة، وبدلاً عن أن يكون المستشفى سبباً في الشفاء فهو بلا شك وبهذه الحالة سيكون وسيطاً ناشطاً لنقل الأمراض المعدية بين المرضى، بل الأخطر أن المستشفى الذي يقع في وسط حي سكني مكتظ بالسكان يمثل تهديداً للبيئة بشكل واضح وفاضح، ومنذ أن تضع قدمك على عتبة المستشفى الرئيسية تلاحظ الأرضية التي انقلب لونها فتحولت من سيراميك إلى شيء وصفه أقرب لـ(الزفت) الذي تتدحرج عليه قوارير المياه، وتتطاير أكياس النايلون والأوراق في سباق ماراثوني عجيب، ثم تبدأ الكارثة بدخول الحوادث التي يبدو أن الأطباء بها متأثرون بهذا الجو العام من الإهمال والروائح الكريهة، بدليل التجهم المرسوم على وجوههم، لتزداد معاناة المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة، والأخطر من كل ذلك كمية القطن المرمي على الأرضيات بدماء ملوثة، لا أدري مصدرها ولا سبب انتشارها بهذا الشكل، إضافة إلى (الجونتيات) التي تحتل المقاعد والنقالات ولم تخل منها الأرضيات.. وكله كوم والرائحة كوم آخر، وبالطبع ما طالبين برش الغرف والممرات “ريف دور” أو “سوار دي باريس” يا أخي على الأقل حبة “ديتول” يوحد الله يغير من هذه الأجواء الخانقة والأنفاس المكتومة.
ولأن الوضع برأيي فوق حد التصور سألت أحد العاملين بالمستشفى: المستشفى وسخان إلى هذا الحد؟ قال لي: لأن المستشفى كان متعاقد في السابق مع شركة مسؤولة تماماً عن عمليات النظافة، لكن للأسف الآن أوكل الأمر لشخص ذكر لي اسمه هو المتعهد بهذا الأمر، وهو بدوره يحضر بعض العمال باليومية، وزي ما أنت شايفة الحال!!
وبالطبع لا أدري ما هي دفوعات إدارة المستشفى للتخلي عن شركة النظافة، لكن في كل الأحوال النتيجة واضحة وضوح الشمس والمستشفى يصل لأسوأ حال، ولا أحسب أن هناك سوءاً أكثر مما يحدث الآن.
لكل ذلك أقول للسيد الوالي سعادة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” وللأخ الدكتور “مأمون حميدة”، بالله عليكم وباسم البسطاء الطيبين الذي لا يملكون حق زيارة المستوصفات خمسة نجوم حصلوا “مستشفى حاج الصافي” الذي يشهد انهياراً لا تخطئه عين، وأعيدوا إليه سيرته الأولى من حيث النظافة والاهتمام، لأنه الآن وصل مرحلة الصفر وفي طريقه لدخول خط السالب، ده كان ما دخلو بالفعل واتوهط فيه.
{ كلمة عزيزة
جمعتني بالأمس مكالمة هاتفية مع الأستاذ “الطاهر حسن التوم” حول قناة (سودان 24) التي قلت له عنها إنني قد لاحظت اهتماماً كبيراً على مستوى الشاشة وأوجه العرض، وهو أمر مطلوب، بل وأساسي في سوق الفضائيات، لكنني أتمنى ألا يكون ذلك على حساب المحتوى خاصة وأننا نعاني كثيراً في المطبخ التلفزيوني لإخراج وجبات دسمة يتناولها المشاهد! وفي حديثه طمأنني الأخ “الطاهر” أن القناة ستكون شاملة ووافية بمتطلبات المشاهد السوداني، وإن كان من ملاحظة لا بد منها فهي في اعتماد القناة بالكامل على المذيعين والمذيعات الشباب وهو رهان يضعهم في خانة التحدي بالتميز والإبداع.
في كل الأحوال، أسعد جداً بانضمام قناة سودانية لباقة القنوات السودانية لأن ذلك يمثل إضافة للمنتوج السوداني، وعكس حراك المواطن وتأصيل الهوية السودانية المواجهة بتحدي مقاومة تيار الآخر.
{ كلمة أعز
رغم التوجيهات الواضحة من وزارة التربية والتعليم ومن المعتمدين، بل وحتى من مؤسسة الرئاسة بمنع الرسوم الدراسية في مرحلة الأساس للمدارس الحكومية، ما زالت بعض المدارس مصرة على ممارسة ذات الفعل وكأنها تسد أضان بطينة والأخرى بعجينة، لذلك ولأن الأمر خرج عن طور السرية إلى العلن والصحف تتناول أسماء المدارس المخالفة، فعلى الجهات المعنية متابعة هذا الأمر والانتصار لأولياء الأمور المغلوبين على أمرهم.