معلومات بلا فائدة أو ضرر
كثيرون يحسون مثلي بأنهم كانوا سيفوزون بالجوائز الثمينة لو شاركوا في برامج المسابقات التلفزيونية الرمضانية التي تنتشر وبائيا في شهر رمضان الكريم، لأنّ مقدمي تلك البرامج يحسبون أن الكرم هو أن تطرح على الجمهور أسئلة سخيفة ثم تمنحهم جوائز سخية، ورغم كل ذلك أجد نفسي أصرخ أحيانا في متسابق غبي: الزم بيتك يا حمار بدلاً مما تفضح نفسك وجهلك، (ابحث في يوتيوب عن «أغبى متسابق عربي في برنامج من سيربح المليون الذي كان يقدمه عبر قناة أم بي سي 1 الغبي العيي جورج قرداحي الذي هجر البرنامج واختار أن يكون «أراجوزا» في يد بشار الأسد على شعبه ونعامة على إسرائيل، وكي لا أفسد عليكم متعة مشاهدة ذلك المقطع سأكتفي بالقول بأنه فشل في الإجابة على أول سؤال في المسابقة ويكون عادة من نوع: ما حاصل جمع 9 و3؟).
وفي الدول الغربية هناك أشخاص يفوزون في برامج المسابقات بالتخصص بعد أن صارت الـ«تريفيا» علماً قائما بذاته، وتعني الكلمة المعلومات التي لا قيمة لها. أي المعلومات التي لا يعني إلمامك بها أنك عارف وعالم، وبالتالي لا يعني الجهل بها أنك غير متعلم أو غير مثقف، ولكن «التريفيا» مسلية للغاية لأنها تعطيك حقائق طريفة تجعلك تدرك كنه كثير من الأشياء التي تمر بك في حياتك العادية من دون أن تستوقفك.
وإليك هذه الأمثلة: هناك مليون نملة مقابل كل فرد من البشر، وأقوى عضلة في جسم الإنسان هي اللسان، والإنسان لا يستطيع قتل نفسه بكتم النفس حتى لو سد أنفه بيده، وطالما نحن في سيرة الموت فهل تعلم أن الصرصار يستطيع أن يعيش 9 أيام من دون رأس؟ وأن حاسة التذوق عند الفراشة توجد في أقدامها؟ وهناك معلومة يعرفها معظم السودانيين وهي أن الطريقة الوحيدة للإفلات من فكي تمساح، هي أن تضع إصبعك في إحدى عينيه، والسودانيون سمر أو سود، ومن ثم فإنهم أقل عرضة من الخواجات لسرطانات الجلد، وبالمناسبة فإنّ نحو ثلث حالات الإصابة بالسرطانات تنتج عن التعرض لأشعة الشمس.
ونبقى مع السودان فنقول: إن متوسط نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة يبلغ نحو 30 فداناً، والفدان به 4200 متر مربع (وربما تجعلك هذه المعلومة تقول: شعب عنده كل هذا الخير والنيل والأمطار ويشكو من المجاعات؟ صح -فعلاً- كسالى! الله يسامحك!) وفي المقابل فإنه لو تم توزيع الأراضي الموجودة على ظهر كوكبنا على سكانه بالتساوي فإنّ نصيب الفرد سيكون في حدود 30 مترا مربعاً (يعني بعد خمسين سنة سيكون كفيلك أو كفيل ابنك سوداني).
طبعاً السبب في ضالة متوسط نصيب الفرد من الأرض هو أن هناك أكثر من ملياري هندي وصيني في عالمنا المعاصر، وتخيل أنك واقف في نقطة ما وسار سكان الصين أمامك في طابور واحد، سيكون هذا الطابور بلا نهاية بسبب معدلات التناسل والتكاثر بين الصينيين! ومن بين «التريفيا» التي استوقفتني أن الإنسان يضحك نحو 15 مرة في اليوم! ويخيل إليّ أن هذه المعلومة غير دقيقة لأنّ متوسط نصيب الإنسان العربي من الضحكات في السنة أقل من 12 ضحكة، والدليل على ذلك «البوز» الممدود والوجه المكشر اللذان يطالعانك على مدار الساعة في مكان العمل والشارع والبيت… ومعلومة أخرى غير دقيقة عثرت عليها في موقع للإنترنت خاص بـ «التريفيا»: متوسط المدة التي يقضيها الإنسان العادي على التلفون طوال حياته تبلغ نحو عامين… كلام فارغ، فالإنسان في العالم العربي يقضي ربع يومه نائما ونحو 4 ساعات يوميا على الهاتف،.. وبعبارة أخرى فإنّ شخصاً عربياً يعيش 30 سنة يقضي 5 منها على التلفون! وأختمها بمعلومة تقول: إن عدد الكنائس في جامايكا بالنسبة إلى عدد السكان والمساحة هي الأكثر في العالم، علما أنه البلد الأكثر استخداماً لمخدر «الماريوانا» التي ننطقها خطأ ماريجوانا.