آمنة الفضل

“قصاصات” ..آمنه الفضل : إنتماء


قصاصات 
آمنه الفضل

إنتماء

وقلت لليلتي: دوري!
وراء الليل والسور 
و أنت حديقتي العذراء..
ما دامت أغانينا سيوفا حين نشرعها
و أنت وفية كالقمح ..
ما دامت أغانينا سمادا حين نزرعها
و أنت كنخلة في البال، 
ما انكسرت لعاصفة و حطّاب 
 و لكني أنا المنفيّ خلف السور والباب

      (محمود درويش)

* ربما نشعر أحيانا بالضجر من الاشياء التي من حولنا لمجرد انها تحيط بنا و من الأشخاص الذين بقربنا  من لهم المهارة في تحديد مساحة دوراننا على الأرض خوفا علينا من الأخطار ، قد نسأم ونتأفف لمجرد النظر الى وجوه تعودنا على رؤيتها كل صباح لأسباب كثيرة وأحيانا دون سبب أو ربما لمجرد أنهم حاضرين كلما احتجنا اليهم…

* أن نشعر بالإنتماء لشخص أو أرض تلك هي  أعلى مراتب العشق التي تجعلنا نتوهج كلما اسدل الظلام ثوبه في أعماقنا، فقط لمجرد أنه ثمة من يستحق من أجله أن نحيأ حتى وإن كان بعيد المنال ونظل عالقين في تلك الفكرة حتى لا نفقد الجذور في قلب رياح لم يتنبأ بها خبراء الطقس…

* حينما نغادر  من مكان لآخر  نشعر بالفرق  في البرودة والدفء، في الحب والبغض في الاحتواء حتى في رسم خطواتنا على الطريق و في تلك اللحظة فقط  نستشعر قيمة الجذور سواء كانت أرض أو ملامح من وجه إنسان…

* كلما شعرت بشيء من التوهان الوجداني أو فقدت معالم خارطتي  أستحضر ما خطه يراع الروائي السوداني (الطيب صالح) في روايته موسم الهجرة الى الشمال :

(ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارانا؛ فـعلمت أن الحياة لا تزال بخير ..
أنظر إلي جذعها القوي المعتدل؛ وإلي عروقها الضاربة في الأرض؛ وإلي الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها..
فـأحس بالطمأنينة؛ أُحس أنني لست ريشه في مهب الريح ..
ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل؛ له جذور؛ له هدف ..)

قصاصة أخيرة 
ثمة أشياء تمنحنا سر الحياة