منوعات

هل أنت من الذين يحولون بيئة العمل إلى جحيم؟

تختلف أدوار الموظفين في المؤسسات بحسب طبيعة عملهم، إلا أن هذه الأدوار لا بد من أن تتكامل فيما بينها، من أجل إنجاز المهام المطلوبة بالشكل السليم. ولذا فإن الروابط السلوكية والاحترام المتبادل بين الموظفين، من العوامل الأساسية التي تساعد في نجاح المؤسسة. ولكن ماذا لو أن هناك موظفاً أو مجموعة من الموظفين لا تتعاون بالشكل المطلوب؟ من المؤكد أن النتيجة ستكون سلبية، خاصة إذا ترافق عدم التعاون مع نفور متبادل بين طاقم المؤسسة. فما هي الأسباب التي تجعل الموظفين ينفرون من زميل لهم داخل المؤسسة؟

*التوتر الشديد والضغط النفسي: في بعض الأحيان، لا يستطيع الموظف أن يضبط أعصابه في حال تعرضه لأي موقف سلبي في العمل، فيبدأ بالصراخ وتوجيه الكلام المسيء إلى زملائه، وجرح مشاعرهم، وهذه التصرفات من شأنها أن تؤدي إلى نفور الموظفين، والابتعاد تدريجياً عن هذه البيئة الضاغطة.
من جهة أخرى، فإن بعض الموظفين لا يستطيعون فصل مشاكلهم العائلية عن بيئة العمل، فينقلون ما يتعرضون له من مشاكل وضغوط عائلية إلى المؤسسة، الأمر الذي يؤثر سلباً على الموظفين، إذ إن التوتر الشديد والضغط النفسي لأحد الموظفين، يجعل باقي الموظفين ينفرون منه بديهياً.
*الافتراء وتملق المدراء: تضع كل مؤسسة نظاماً داخلياً يحدد واجبات الموظفين وحقوقهم،

بعض الموظفين يعتمدون أساليب وسلوكيات سلبية في العمل، كالكذب حتى الافتراء على باقي الزملاء، بالإضافة إلى التملق
كما تضع لائحة تتعلق بالعقوبات المسلكية والإدارية في حال مخالفة الأنظمة. وبحسب الخبراء الإداريين، فإن اللوائح والنظم تساعد في ضبط العمل، وتنسق العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، وبين الموظفين أيضاً. ورغم أهمية النظام الداخلي، إلا أن بعض الموظفين يعتمدون أساليب وسلوكيات سلبية في العمل، كالكذب حتى الافتراء على باقي الزملاء، بالإضافة إلى التملق للمدير وغيرها. وهذه السلوكيات السلبية، وإن لم يكن منصوصاً عليها بشكل واضح في النظام الداخلي، إلا أنها تعتبر من الأمور الضارة ببيئة العمل. لذا فإن وجود موظف متملق أو كاذب ومفترٍ في المؤسسة، يؤثر سلباً على علاقاته مع باقي أفراد المؤسسة.

*النميمة: تعتبر النميمة سلوكاً سلبياً، ينفر منه المجتمع المؤسساتي. وفي حال وجود موظف ثرثار، فإن فريق العمل عادة ما يهرب منه. داخل المؤسسات والشركات، عادة ما يوجد هذا النوع من الموظفين، الذي يحاول لفت النظر إلى كل ما يقوم به، فيبدأ بالثرثرة والنميمة على زملائه. بحسب الخبراء، فإن النميمة في الإدارات الخاصة أو العامة، تؤدي إلى ضعف الإنتاجية، إذ إن وجود هذه البيئة السلبية، ونفور الموظفين عوامل تؤدي إلى خسارة رأس مال الشركة وسمعتها. فالعديد من الشركات والمؤسسات أصابها الانهيار جراء الثرثرة ونقل الأخبار السلبية بين فريق العمل.
لذا ينصح بضرورة الانتباه إلى وجود نماذج ثرثارة، والعمل على معالجتها، حتى لا تصبح المؤسسة عرضة للانهيار. من جهة أخرى، فإن وجود الثرثار بين الموظفين، يؤدي إلى تباطؤ إنتاجية العمل، إذ إنه يشغل الموظفين بالأخبار التافهة،

وجود الثرثار بين الموظفين، يؤدي إلى تباطؤ إنتاجية العمل، إذ إنه يشغل الموظفين بالأخبار التافهة
وتتوقف عجلة النمو داخل المؤسسة. أضف إلى ذلك، ابتعاد الموظفين عن هذا النموذج، وعدم الانخراط معه في الأعمال اليومية.

*الغرور والتكبر: في علم النفس، يسمى من يتغنى بنفسه في أي عمل يقوم به، بأنه يمتلك “حُبّ الأنا” أو “النرجسية”، وهو اضطراب نفسي، يجعل الإنسان يشعر بأنه متفوق على الآخرين، ولا يقبل أي انتقاد مهما كان صغيراً. كما أن من يمتلك شعور الفوقية يتميز غالباً بالحقد على باقي الموظفين في المؤسسة. هذه المشاعر السلبية تولد نفوراً عند باقي الموظفين، خاصة إن كان العمل يتطلب التعاون. لذا فإن وجود موظف مصاب بالغرور والتكبر، يجعل التعاون معه أمراً لا يطاق.

*التهرب من العمل وقذف المسؤوليات: من أكثر الأمور، التي تزعج فريق العمل، وجود فرد بينهم لا يتحمل المسؤولية، لا بل يرمي المسؤوليات على عاتق فريق العمل. كما أن الموظف الذي يتهرب من واجباته، ويترك أعباء كبيرة على عاتق باقي الموظفين من العوامل التي تسبب مشاكل بينية. وهنا تبدأ الأزمات بالظهور داخل فريق العمل، ويشعر الموظفون بنفور عارم تجاه زميلهم. من جهة أخرى، فإن تغيب الموظفين دون مبرر من العمل ومراكمة المهام إلى حد إهمالها، تزيد من حدة التوتر بين الموظفين، وتتأثر بالتالي إنتاجية العمل بشكل عام.

العربي