عالمية

منفذ اعتداء ميونيخ استخدم فيسبوك لجرّ ضحاياه

يبدو أن منفذ هجوم ميونيخ استخدم مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجرّ الأطفال والشباب إلى مكان الاعتداء لقتلهم. وغالبية الضحايا في مقتبل العمر بينهم أتراك ويونانيين ومن كوسوفو.

أطلق منفذ هجوم ميونيخ أمس الجمعة (22 يوليو/ تموز)، الذي خلف عشرة قتلى و27 جريحا، دعوة على موقع فيسبوك لدعوة مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي للحضور إلى مطعم ماكدونالدز بمركز أولمبيا التجاري، حيث أطلق النار عشوائيا، قبل أن يقدم على الانتحار، وفق ما تناقلته العديد من الوسائل الإعلامية.

وتشير التقارير إلى أن المشتبه به استخدم حسابا تمّ فتحه في 11 من مايو/ نيسان الماضي باسم “سيلينا أكين”. وعبره نشر الأخير دعوة عامة جاء فيها: “تعالوا على الساعة الرابعة ظهرا إلى مطعم ماكدونالدز بمركز أولمبيا التجاري. سأدفع الحساب شريطة أن لا يكون السعر مرتفعا”.

ويسود الاعتقاد إلى أنه وعبر هذه الدعوة أراد الجاني استقطاب عدد أكبر من الضحايا. وسُجّل على هذا الحساب منطقة ستانبيرغ كمكان للولادة وميونيخ كمكان للإقامة؛ كما وردت الإشارة بأنه حساب “حديث” بعد أن تمّ “اختراق القديم”.

وكان المتحدث باسم الشرطة المحلية هوبرتس أندريا بميونيخ قد أشار في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم السبت إلى وجود احتمالية اختراق الجاني لحساب على فيسبوك لنشر دعوته، لكن دون تأكيد تلك الأنباء نظرا لأن “التحقيقات لا تزال جارية” بهذا الخصوص، يقول المسؤول.

وأفادت إذاعة “بايريشه روندفونك” بولاية بافاريا، مستندة في ذلك على مصادر أمنية، أن غالبية الضحايا كانوا في مقتبل العمر: وهم فتاتان وستة شبان، وجميعهم بين 14 و21 عاما باستثناء سيدة بالغة من العمر 45 عاما لقيت هي الأخرى حتفها في عملية إطلاق النار العشوائي.

من جهتها أكدت الخارجية التركية أن ثلاثة أتراك كانوا من بين ضحايا ميونيخ، إلى جانب قتيل يوناني وثلاثة قتلى من كوسوفو، وفق تأكيدات كل من وزارة الخارجية في اليونان وكوسوفو.

“كان إنسانا هادئا”

وتمّ تحديد هوية الجاني على أنه تلميذ في المدرسة ألماني من أصل إيراني. وأمام تحفظ شرطة ميونيخ عن الكشف عن هويته الكاملة، نشرت عدة مواقع ألمانية وأجنبية أن اسمه علي سونبولي، مستندة في ذلك إلى معلومات أدلى بها جيران العائلة الإيرانية بميونيخ.

وكانت الشرطة الألمانية قد داهمت منزل منفذ الهجوم الواقع بشارع داخاور بحي ماكسفورشتات البعيد بنحو خمس كيلومترات عن مكان الاعتداء.

ونقلت صحيفة بيلد عن جار له قوله: “لم أراه إلا أحيانا ولم أكن أعرفه جيدا، لكن صديقي كان زميله في الصف، ويقول عنه إنه كان هادئا وقد تعرف عليه في مقاطع الفيديو التي صورت الاعتداء”.

وأكدت سلطات بايرن إلى أن منفذ الهجوم لا صلة له بتنظيم “الدولة الإسلامية” وإنما كان مهتما بعمليات إطلاق النار عشوائيا، وقد تمّ العثور على مطبوعات وكتاب حول هكذا عمليات. ولا تستبعد السلطات من أن يكون الجاني قد استلهم فعلته من المجزرة التي قام بها السفاح اليميني المتطرف أندريس بريفيك حين قتل 77 شخصا، خاصة وأن اعتداء ميونيخ تزامن مع الذكرى الخامسة لمجزرة أوسلو الرهيبة.

ورغم ذلك شدد المتحدث باسم شرطة شرطة ميونيخ مجددا على أن دوافع الاعتداء لم يكشف عنها بعد ولا بد من انتظار نتائج التحقيقات.

في المقابل، صرح يواخيم هيرمان وزير داخلية بافاريا عن وجود شواهد تفيد بإصابة منفذ الهجوم بقدر كبير من الاضطراب النفسي، موضحا: “لدينا بعض الشواهد على إمكانية وجود قدر غير ضئيل من الاضطراب النفسي لدى الجاني”. ويأتي ذلك بعد أن كشف الادعاء العام الألماني في ميونيخ، بأن الأخير مصاب بأحد أنواع “مرض الاكتئاب” دون أن يضيف المزيد من التفاصيل.

(DW)