أم وضاح

شارع “كاشا”!!

اتصل عليّ بالأمس شخصان من مواطني مدينة الدويم بدآ حديثهما بالهجوم على الصحافة والإعلام ووصفاه بأنه إعلام وصحافة الخرطوم، وبررا حديثهما بأننا للأسف لا نتناول إلا قضايا ومشاكل ولاية الخرطوم ولا نوجه النقد إلا لوزرائها ومعتمديها، فقلت لهما دفاعاً عن نفسي وزملائي إن المسألة على الإطلاق ليست مقصودة، ولكن وجودنا في قلب الخرطوم جعلنا الأكثر قرباً مما يحدث فيها، إما بمرأى العين أو ما ينقله لنا المواطن ونتحقق منه، ولأختصر عليهما المسافة قلت لهما هسي أنتو في ولاية النيل الأبيض لو عندكم أي مشكلة أطلعونا عليها وستجد طريقها إلى صفحات (المجهر) التي آلت على نفسها أن تكون صوت الحق ونبض المواطن، ويبدو أن حديثي جاءهما على الطبطباب حيث قال لي محدثي “عادل” يا أستاذة نحن ما حنقول أي حاجة إلا بعد أن نرسل لك صوراً عبر الواتساب من داخل مدينة الدويم وبعدها لنا حديث، وبدأت تصل إلى هاتفي الرسائل تباعاً وللحظة ظننت أن الرسائل مأخوذة من مدينة حلب عند قصف عاصف أو أنها من مقديشو صبيحة ليل رقص فيها الرصاص، وأولى الصور كانت لمكتب أراضي مدينة الدويم حيث تراصت الملفات والدوسيهات على أرضية بائسة فوقها سقف بالٍ وليس هناك مكتب أو درج أو دولاب، وكل ما هناك كرسي حديد مكسور كأنه مصاب بضربة صاعقة، ثم خرجت الصور إلى ساحات المدينة وباحاتها، وأول ما لاحظته في الصور أن جميع الشوارع ترابية، فسألته يا زول معقولة بلدكم دي ما فيها ظلط، فأجابني ضاحكاً كانت هناك طرق مسفلتة (قلعها) “كاشا” عند تعيينه قبل ستة شهور وتركها كما هي عليه الآن، وأريتو كان خلاها بحالها، إذ أن الشوارع أصبحت مصائد لأقدام المارة بعد كل مطرة خفيفة أو ثقيلة، ثم واصل قائلاً يا أختي الكريمة هذه مدينة مظلومة وكأنها مصابة بلعنة تعيين ولاة عليها لم يعملوا على تطويرها أو الاهتمام بها، هل تصدقين أن أهم قرار اتخذه “كاشا” لهذه المدينة منذ أن جاء والياً هو قرار واحد لم يعقبه آخر، حيث منع تداول أكياس البلاستيك لدى المستهلك، وقبل أن أسأله وثاني، أرسل صورة لمجاري المياه الكاسرة حتى مدخل عنبر الولادة بمستشفى الدويم، ولأن الحال يغني عن السؤال زاد الطين بلة كلام محدثي الغاضب عن الاستقطاعات التي فرضت على موظفي المدينة لمدة عام بواقع عشرين جنيهاً للموظف، ولما سألته لشنو؟.. قال لي عشان الدورة المدرسية، فقلت له ساخرة والله مبلغ ذي ده مش يعمل الدورة المدرسية، ده يسوي الأولمبياد عديل!!.. لذلك لا بد من طرح الأسئلة المهمة على منضدة الوالي “عبد الحميد كاشا” وأولها عن لماذا لم يحدث تحول حقيقي في هذه الولاية المظلومة ولا أدري ما مصير بقية مدنها وإن كان كحال مدينة الدويم فليكن الله في عون سكانها ومواطنيها.
الطريف أن واحدة من الصور السيئة التي بعثها لي الأخ “عادل” لطريق ترابي خالي من أي ملمح جمالي، قال إن اسمه شارع “كاشا”، فقلت له والله لو كنت مكان الوالي لتبرأت من الاسم لأنه ما ممكن يفتقد الرجل حتى للذكاء الذي يمكنه من اختيار مشروع عظيم يلصقه باسمه بدل أن يرتبط بالإخفاق والإهمال واللا مبالاة.
في كل الأحوال يبدو أن ولاية النيل الأبيض وبعض مدنها كالدويم، تحتاج لتدخل المركز، لأنه واضح أن كل والي يجيئها يشبه من سبقه والمغالطني الصور بطرفي والحقيقة بطرف أهل الدويم!!
كلمة عزيزة
لا أدري ما هي جدوى خطاب السيد والي الخرطوم أمام مجلس تشريعي الولاية، والخطاب جاء خالياً من أي خطة أو إستراتيجية واضحة لإخراج مواطن الولاية من طاحونة الأزمات التي تطحنه صباح مساء، ولا أدري كيف يتحدث الوالي عن خطة طويلة الأمد والمواطن يومه معاناة وغده مجهول وطويلة المدى، دي دايرة ليها ناس (مبحبحين) ومرطبين، ومواطن الخرطوم يحتاج لخطة عاجلة وسريعة تنقذه من (المغرمة) التي يعيشها، والخرطوم أصبحت مدينة النفايات والمدينة التي لا ضوابط بها للمسؤولين من كل الجنسيات، والأخطر هو الانفلات الواضح في الأسعار، وكل زول شغال على كيفه، مضحك ومبكي في ذات الوقت أن يتحدث الوالي عن إستراتيجية حتى العام 2030م، لأنه يا سعادتك لو أنك ضامن تقعد في الحكم حتى ذاك الوقت، فأنا قطع شك أضمن لك أنه لا يوجد حينها مواطنون تحكمهم، إذ غالباً ما نفنى فقراً ومعاناة والاكتئاب ساكت بلحقنا أمات طه!
كلمة أعز
شكراً جزيلاً للبروف “علي بلدو” الذي احتفل وأكرم طاقم برنامج (أمنا حواء) بغداء فخيم في منتزه الريفيرا، و”بلدو” واحد من رموز هذا البلد طبياً وإعلامياً، لذلك يعتبر تكريمه لنا هو بمثابة تكريم من كل قطاعات الشعب السوداني، فشكراً “علي بلدو” وأنت تطوقنا بهذا التكريم والاحتفاء.