صلاح الدين عووضة

حياً أو ميتاً !!!

*أحاول الهرب من السياسة كعادتي اليوم الجمعة..
*ولكن أشياء كثيرة تصطخب في رأسي على نحو لم آلفه من قبل..
*هي أكثر من قدرتي على لملمة أطرافها..
*فحين تكون الأشياء في حدود المعقول تضحى لملمتها ضرباً من الفن..
*وأنا هنا فشلت في لملمة (أشيائي) بفن..
*ولكن عندما تتجاوز حد المعقول تصير مثل مسلسل (أوشين)..
*فهو مسلسل يُنسيك بعضه بعضا لتبعثر خيوط حبكته..
*وعكسه تماماً ما فعل أسامة أنور عكاشة في (ليالي الحلمية)..
*فهناك – مثلاً- حديث والي الخرطوم عن (الإنذار المبكر)..
*فهل الخريف يأتينا فجأة مثل (طائرات إسرائيل)؟!..
*وهل سحبه محتاجة إلى (رصد بالنظر)؟!.
*ثم هل المشكلة في الرصد أم (ما بعد الرصد)؟!..
*ونغالب شهوة قلمنا ونقف به عند هذا الحد وفي حلقه غصة..
*ونجد كمال عبد اللطيف في عزاء الزميل الراحل حسن البطري..
*ونتذكر إعراضنا عن دعوات منه سابقات..
*دعوات إلى ولائم سمك بأم درمان رغم حبنا للحوت..
*فقد ظننت- بكل إثم- أن تقربه إلى الصحافيين هو (لشيء في النفس)..
*نفس الوزير أو المسؤول أو الوالي ، لأغراض الدعاية..
*ثم ألاحظ أن علاقاته الصحافية لم تنقطع رغم انقطاع صلته بالحكم..
*فهو دائم التواصل الاجتماعي معهم في كل المناسبات..
*وفي مناسبة عزاء البطري يتلقى العزاء ، منهم ومعهم وعنهم..
*ويتضح لي أن التبسط (طبع) فيه لا (تطبع)..
*ونواصل في مسعى يائس للملمة الأشياء ، ونعجز..
*ويجاورنا الزميل عبد الباقي الظافر..
*ويسألنا إن كنا رفعنا عن أنفسنا (الحظر التلفزيوني) أم ما زال سارياً..
*فهو يريد استضافتنا في برنامجه الناجح..
*ولا نصفه كذلك من باب التملق وإنما لأنه ناجح فعلاً..
*وسبب نجاحه بساطته وعفويته وتلقائيته..
*فهو يتميز بالذي تفتقر إليه البرامج المماثلة كافة في زماننا هذا..
*ونعطيه موافقة مبدئية وفي النفس شيء من تردد..
*فليس لدينا ما نضيفه ويمكن أن يمثل إضافة ذات فائدة..
*ومن قبل قدمت سهرة تلفزيونية لم أحس بأنها حوت (قيمة مضافة)..
*ودخلت الإشادات بأذن وخرجت من الأخرى..
*بما فيها التي كانت من تلقاء صديقي مخرج البرنامج أنس العاقب..
*ونقفز إلى (أصل) أشياء كلمتنا المبعثرة هذه..
*إنه (الأصيل) البطري الذي نعيته البارحة على صفحتي في الفيس..
*وما زلت أذكر صوته (الهامس) وهو يهاتفني ذات مساء..
*ويقول بأدبه المعروف (أنت مطلوب حياً أو ميتاً)..
*و(أحيا) معه زمناً جميلاً في “الصحافة”..
*ويبقى هو جميلاً (حياً أو ميتاً !!!).