وزراء أكبر من البرلمان!!
التوجيه الذي أصدرته مؤسسة الرئاسة لكل الوزراء بضرورة الالتزام باستدعاء الجهاز التشريعي المتمثلة في البرلمان أو المجالس التشريعية هو توجيه (نصي) بشكل غير مباشر، هذه المؤسسات التي يفترض أنها مؤسسات تراقب وتحاسب وتشرع، لكن على ما يبدو أنها وصلت مرحلة من الهوان جعل الوزراء يستخفون بها للحد الذي جعلهم حتى لا يمثلون أمامها، وإن مثلوا تكون قراراتهم أصلاً في حكم المجازة والمنفذة، إذ لا يجرؤ البرلمان ولن يفعل في أن يحيل وزيراً إلى المحاسبة أو يلقي بخطابه لأحدهم في سلة المهملات، ويكتب له تصحيحاً بالقلم الأحمر أعد.
ومؤكد أن هذا التوجيه جاء بناءً على معطيات وحيثيات لاحظتها مؤسسة الرئاسة في عدم التزام الوزراء وانضباطهم أمام نواب الشعب، لكن على ما يبدو أن هؤلاء المسؤولين راقدين ليهم فوق رأي وخاتين يدهم في الموية الباردة وضامنين أن لا محاسبة ستطالهم ولا قرارات وتوصيات سترفض. وأقول ليكم كيف وأحدهم وهو نائب برلماني مستقل بمجلس تشريعي الخرطوم، قال لي إنهم كنواب للشعب في هذا المجلس محاصرون بكماشة الأغلبية من نواب المؤتمر الوطني الذين هم دائماً يمثلون الحماية وحائط الصد لأي وزير ينتمي لحزب الحكومة، وحتى لو ارتفعت بعض الأيادي داخل البرلمان رافضة أو ممانعة، فإن مصيرها أن لا تكون لها قيمة أمام أغلبية الحزب الحاكم التي تنتصر دائماً لوزرائها ولسياستهم، لذلك أظن أن الوزراء أنفسهم قد فهموا (القصة) وما عاد يعنيهم كثيراً الوقوف أمام ممثلي الشعب لأداء دور غير ممتع في مسرحية مكررة.
لكل ذلك أقول إن واحداً من أهم أسباب الترهل والسمنة التي أصابت الجهاز التنفيذي وأقعدته عن الحركة، هو هذا الدور السالب الذي يلعبه البرلمان، ولكأنما دوره فقط أن يكمل الصورة الطبيعية لتشكيل الحكم الديمقراطي بوجود هكذا أجسام لهكذا مؤسسات هي مجرد (خيال مآتة). للأسف لا تهش حتى الطير!!
ليخرج هذا التوجيه الذي فضح العلاقة ما بين الجهاز التنفيذي وبين مؤسسات الحكم التي هي مؤسسات دولة ينبغي أن تجد كامل الاحترام والتقدير والاستجابة لتكون هي المرجع والأصل، وليس مجرد ديكور سيء التنفيذ لا يسر الناظرين! بالمناسبة الجزء الأكثر ألماً في هذه القضية أن لا يشعر البرلمان بأنه مهمش وغير معترف بدوره حتى تقوم الرئاسة بمحاولة تلميعه وإعادة الهيبة له، لن تظل هيبة منقوصة من شاكلة (المحرش ما بجيب ضربته). وهؤلاء النواب أو معظمهم قلوبهم رهيفة وحنان على أبناء حزبهم زي ما قال المثل (الجنس للجنس رحمة) فكيف ننتظر من نواب المؤتمر الوطني أن يستدعوا وزراء المؤتمر الوطني في مساءلات عاجلة تزعلهم وتخدش حياءهم أو تختهم في حتة ضيقة.
وكان الله في عون المواطن الذي ينتظر أن يكون النائب ضهره وحقه الذي لا يضيع!!
{ كلمة عزيزة
صحيح في فترة ما أصاب حراكنا الدبلوماسي خارجياً كثير من العشوائية وعدم الترتيب، لكنني أشعر وبعد مجيء “غندور” أنه اتضحت الرؤيا وسارت كثير من العلاقات في مسارها الصحيح. ولعل أكبر تحدي واجه الدبلوماسية السودانية كان قرار المحكمة الدولية بالقبض على الرئيس “البشير” لمحاكمته في “لاهاي”، وبصراحة اللاعب الوحيد الذي فند هذا الاتهام، بل واستهان به لدرجة الحقارة، كان الرئيس “البشير” نفسه، حيث ظل يتلاعب بالجنائية ويسافر من بلد إلى بلد ضارباً عرض الحائط بتهديداتها ووعيدها وإنذاراتها الكاذبة، وفي ذلك برزت شخصية الرئيس المؤمنة والواثقة بعدالة السماء حتى انكشف زيف هذه المحكمة وتكشفت أنها مجرد محكمة وضيعة ومرتشية وبعيدة عن قدسية العدالة!! ولعلي بالأمس قد علقت في أحد قروبات الواتساب على خبر إهداء لاعب برشلونة “ميسي” قميصه للرئيس “البشير” وقلت للمتداخلين يا شباب لازم “ميسي” يعجب بالرئيس بعد الأداء المذهل والحرفنة والأهداف التي لعبها في قون الجنائية ليتفوق في ذلك على “ميسي” نفسه ويقعده كنب، لكن الهدف الأهم وهو هدف الترجيح نرجو أن يحرزه الرئيس وهو يبعد كل من هو غير حريص على مسؤولياته وكل متلاعب ومتهاون بأحلام المواطن وآماله.
{ كلمة أعز
شاهدت بالأمس اللواء “عمر نمر” على فضائية الشروق متحدثاً في شأن البيئة ولأول مرة بدا لي “نمر” محبطاً غير متحمس، ويبدو أن الرجل قد وصل إلى طريق مسدود في هذا الملف خاصة والبيئة هذه الأيام في أسوأ حالاتها وكفاية الذباب (البكفت فينا) صباح مساء، لو كنت مكان “نمر” لقدمت استقالتي حتى لا أغادر المنصب من خانة الفشل!