الحذاء الضيّق للسعادة (1)
لا يمكن لشخص أن يحظَى بكل النِّعم، فلكلِّ نعمة ما يُعادلها من ضريبة، حتى لتـبـدو النِّعمة حين تتجاوز حدّها، لعنَة وقصاصاً، لا يُحسَد صاحبها عليها. فالجمال الصارخ صنع تَعاسَة مارلين مونرو، وأوصلها، تماماً كما أوصل داليدا ورومي شنايدر، إلى الانتحار, والوسامة والجاه والثراء الفاحش، أدّت «بفتى أميركا الذهبي» جون جون كيندي، ابن الرئيس الراحل جون كيندي، إلى الموت في حادث مُريع، إثر سقوط طائرته الخاصة، التي كان يقودها بنفسه.
والشُّهرة التي تستبيح الحياة كلّ لحظة، قضت على أميرة القلوب ديــانــا، وحرمتها من أن تعيش قصّة حبّها الكبير، وتهنأ أخيراً مع رجل.
لذا، يَخشَى العُقلاء طفرة النِّعمة، ويدفعون البَلاء بعدم الإفراط في النِّعم، بـل وبالتقشّف في السعادة الماديّة، حفاظاً على نِعَم الصحة والبنين والأمان، التي من دونها لا هناء لإنسان.
شخصيــاً، تصيبني النِّعَم الماديّة بالذُّعـر، خشية أن يأخذ الله مُقابلها ما هو أهم وأغلى . فكلّما زاد جشع الإنسان للمكاسب ، زاد ت شهية الحياة لإلتهام كل ما مدّ به طاولته العامرة .
( يتبع)