بلاغ ضد وزارة أبو قردة
كيف نتخيل أن وزارة الصحة في بلادنا كانت تنتظر مناسبة محددة تأتي مرة واحدة في العام اسمها (اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي)، حتى تتكرم على الشعب السوداني وتبلغه في مؤتمر صحفي تم عقده بهذه المناسبة بأن نسبة انتشار وباء الكبد الوبائي الفيروسي القاتل في البلاد وصلت إلى 8 % من سكان السودان؟..!
بمعنى أن الوزارة أبلغتنا بهذا الوباء على طريقة (بالمناسبة الكبد الوبائي ب وج ينتشر في البلد)..
ألف علامة تعجب لا تشفي وألف استفهام لن يكفي لتفريغ شحنة الحيرة والاستغراب.. يا أبو قردة.. هل كنت تنتظر أنت وبقية المسؤولين في وزارة الصحة احتفالية اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي حتى تبلغنا بأن هذا المرض منتشر في بلادنا بهذه النسبة؟.
ماذا كنتم تنتظرون..؟ بل ماذا تنتظرون الآن وبعد أن صعقتمونا بهذا النبأ..؟
ما هي إجراءاتكم الجديدة في المطارات للقادمين الى السودان خاصة من مصر التي ينتشر فيها هذا الوباء في ظل دخول متاح وسهل جداً للمصريين إلى السودان.. وكذلك الكم الهائل من السودانيين الذين يترددون على مصر لأغراض العلاج والسياحة وغيرها يتعالجون من مرض ويعودون بإصابة جديدة ومن نوع قاتل..!
ماذا عن بقية الحدود المفتوحة والأجانب الذين فاقت أعدادهم في أحياء الخرطوم أعداد المواطنين السودانيين جاءوا محملين بكل ما في بلادهم من عادات وثقافات وأمراض وبلاوي.
حدود الشرق مع إثيوبيا وأريتريا مفتوحة تماماً.. حتى شاهدت قبل يومين مشكلة بين (ستات شاي) وافدات من إثيوبيا والتقطت من بين عبارات السب المتبادلة بينهن أن واحدة منهن تشتم الأخرى بوصفها من (الوافدات الجدد) بلغة أخرى تنسبها فيها لجنسيتها وتعتبرها من اللاتي حضرن وخربن سوق القدامى وزاحمنهن في السوق.. وأي سوق هذا الذي يعتركن حوله.. هل هو سوق مقنن هذا الذي يحتكرن العمل فيه بل يعترضن بكل جرأة على مجيء وافدات جدد..؟
مدير مركز النزيف المعوي بمستشفى ابن سيناء قال في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الوزير عن الكارثة على طريقة (بالمناسبة).. مدير المركز قال إن مشكلة كبيرة تواجه البلاد..
مشكلة صحية كبيرة تواجه البلاد وكنتم تنتظرون اليوم العالمي لهذه المشكلة كي تخبرونا بها.. هذا عجيب جداً والله..!!!
ثم بعد كل هذا أين هي برامج توعية المواطنين بطبيعة هذا المرض وطرق الوقاية منه؟.. هل هذه التوعية هي الأخرى تحتاج للمنظمات الدولية كي تدفع بالدولار تكاليفها؟..
الفضائيات الراقصة تلك لماذا لا تكثفون في مساحات الصخب (المضرس) فيها، إعلانات توعية للمواطنين بدلاً عن التنظير والكلام الفاضي؟
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.