ما بين العرب والغرب!!
أعجبتني مقالة كتبها الدكتور “عائض القرني” بعنوان “المرعى أخضر ولكن العنز مريضة”، الدكتور “القرني” يكتب مقارناً حال العرب وحال المجتمع الغربي، وعلى الأخص باريس التي ذهب إليها مستشفياً، أجرى “القرني” تلك المقارنة مع هذا المجتمع الذي في غاية الأدب والتهذيب والمعاملة الحسنة مع الآخرين والانضباط في المواعيد، قال زرت المستشفيات فوجدتها أكثر انضباطاً وأكثر احتراماً للإنسان، بعكس ما هو موجود الآن عند العرب جميعاً، ولم يستثنِ منهم حتى العلماء والمشايخ وصفهم بالغلظة والفظاظة إلا من رحم الله.
إن ما كتبه الدكتور “القرني” كتبه كل من ذهب إلى ديار الغرب وجاء منها مفتوناً بحسن المعاملة وحسن الخلق واحترامهم للآخرين، عكس ما هو موجود في بلاد العرب والمسلمين، فنحن على الرغم من أن ديننا دين المحبة والسلام والعطف، ولكن نجد تعاملنا مع بعضنا البعض يختلف تماماً، نحن دائماً ننظر إلى جيب الآخرين وننظر إلى مظهرهم والسيارة التي يمتطونها والملابس التي يرتدونها والروائح التي يتعطرون بها حتى ولو كان خاوي القلب والفؤاد.. نحن دائماً نتعامل مع الآخرين باستعلاء وبأنف متغطرسة، حتى الذين بلغوا درجات عليا من العلم والمعرفة نجدهم يتعاملون مع المساكين من البشر بأنفة وكبرياء واشمئزاز، فالغرب المسيحي أو الكافر تجده لا يفرق بين البشر، يتعامل بصورة راقية تنم عن احترام لهذا الإنسان ليس لمنصبه أو ماله أو جاهه، فقط لأنه إنسان حتى المساعدة والشفقة تجدها بائنة على وجوه أهل الغرب، هم الآن الذين يقدمون المساعدات للدول الفقيرة ويشفقون علينا وعلى الأمة الإسلامية، فعندما تحل بنا الكوارث، تجدهم أول من يحرك طائراته لإنقاذ المنكوبين، الطائرات تحمل الأطعمة، ولكن هنا نجد المسلم المترف لا يقدم من فائض أكله لجاره، بل لا يسأل عنه إن كان قد أكل أو لم يأكل، شرب أو لم يشرب، لبس أو لم يلبس، ولذلك إذا نظرنا إلى الكوارث التي تحل بديار الغرب تجد الأطفال في أبهى حلة وكذلك النساء والرجال، ما حدث في سوريا يدعو للشفقة ولكن من الذي مد يد العون والمساعدة لأولئك السوريين، فتح الغرب دياره وأراضيه لاستضافة أولئك المنكوبين من بني جلدتهم “بشار الأسد” الذي روع الأطفال والنساء والعجزة ولم يرمش له جفن لحال شعبه الذي ضرب في الأرض يلتمس الأمن والأمان بعد أن فقده في بلاده، احتضن الغرب السوريين العزل بعد أن لفظهم رئيسهم وكذا الحال في معظم الدول العربية التي أذلت شعوبها.
الغطرسة والاستعلاء يمارسها معظم العرب لا لشيء إلا أن يقول هذا الشخص يا دنيا ما بك إلا أنا كما فعل “فرعون” الذي تكبر وتجبر على الخلق.
إن ديار الغرب ما زالت تحتفظ بسماحة أهلها واحترامهم للآخرين وعدم تعدي الحدود حتى المعلمين في المدارس يتعاملون بغلظة وفظاظة مع التلاميذ، عكس ما هو موجود بمدارس الغرب، فمتى يصحى الضمير المسلم ويتعامل الناس مع بني جلدتهم بما جاء في كتاب الله الذي يطبقه الغرب ونرفضه نحن.