لبنى عثمان

خواء.. عاطفي


تعلق بصرها بنا ونحن نجلس ذات صحبة نتشارك وجبة غداء.. وقالت: أنا في حاجة إلى أن اختار نهجاً لحياتي.. وأن أعرف إلى أين أنا متجهة.. أريد لحياتي أن تكون مع إحساس فريد.. أريد لها القرار والمصير.. وتساءلت بمرارة..
حينما رددت.. أشعر (بخواء عاطفي) صمتنا جميعاً لبرهة وكأننا نحاول أن نترجم تلك العبارة.. واستطردت: لماذا أحس بالخواء العاطفي؟
لماذا لا أستطيع أن أمارس حقي في امتلاك المشاعر والأحاسيس حتى أعيش بها.. لماذا هذا الإحساس بالتوهان؟.. لماذا إحساسي يكابر كلما اتسع الفراق.. حتى أصبح أضيق من نفق؟
إنه حتما ذاك (الخواء العاطفي).
كل فرد منا يمر بمرحلة من التذبذب والانفلات الحسي ويصبح القلب الذي هو مصدر العواطف والمشاعر الدفاقة.. يصبح لفترة خالياً من أي إحساس جميل.. نتشتت عندها ذهنياً ولا نعود قادرين على تقبل الإحساس بالحب.. فهناك مرحلة من الألم حين نصل إليها تموت مشاعرنا إكلينيكياً.. فلا تتحرك بعدها مهما حاولنا ومهما حاولوا..
كثيراً ما نعتمد في أحاسيسنا على العاطفة وحدها ولا نعلم أن البدايات للعاطفة والنهايات للنصيب..
ونحنّ كثيرًا إلى زمن صبانا وإلى وهج الحب الذي.. يلفنا.. والشوق الذي يرقص في ناظرينا.. وإلى عزف الحب في قلوبنا.. فأحيانا يضحكنا وأخرى يبكينا..
نشدو بترانيم الحب بلحن شداه كل العشاق قبلنا.. يطير بنا وفي المساءات ينادينا.. يدعونا لمسامرة قمر وهاج ينير كل ليالينا.. تتعانق أيادينا ويضمنا الشوق بكل الحب والود يناجينا.. يقبل وجع الليل ويرحل.. ونتساءل: إلى أين يسير والى أين يتسول.. فربما يغرق في أنهار محابرنا.. بحنين هز زفرات دواخلنا وانحنى يسطر ويدون هواجس ملاحمنا..
تنتشلنا الأشواق وتعانقنا أهداب المقل وتئن سحب القلب الخالي.. يستجدي الأشواق أن تنهمر..
** تعريجة **
نفضنا غبار الوقت
الذي في صدرنا علقا
وأوصينا يد الأحزان أن لا
تبقى لنا حزنًا ولا رمقا