(الشدة العظمى) !
المستنصر بالله هو الخليفة الخامس من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية في مصر والثامن منذ نشاتها بالمغرب، وأشهر أحداث عصره الشدة المستنصرية أو ما يعرف في كتب المؤرخين بـ “الشدة العظمى”، وهي مصطلح يطلق على المجاعة والخراب الذى حل بمصر لمدة سبع سنوات عجاف (457هـ – 464هـ / 1065م – 1071م).
شهد أواخر عهد المستنصر (427هـ – 487هـ) عدة اضطرابات عظيمة في البلاد شاءت الأقدار أن لا تقتصر معاناة البلاد على اختلال الإدارة والفوضى السياسية ، فجاء نقصان منسوب مياه النيل ليضيف إلى البلاد أزمة عاتية ، وتكرر هذا النقصان ليصيب البلاد بكارثة كبرى ومجاعة شديدة امتدت لسبع سنوات متصلة (457هـ – 464هـ / 1065م – 1071م) وسببها ضعف الخلافة وفساد المسؤولين واستيلاء الأمراء على مكتسبات الدولة، فزاد الغلاء حتى وصل إلى درجة شنيعة (ذي الغلاء الهسه ده) ثم أعقب ذلك أن تعطلت الأرض عن الزراعة، وتوقفت السبل برًا وبحرًا وأصبحت مجاعة (راسا عدييييل ) .
وقد تخلل تلك المجاعة أعمال السلب والنهب حيث عمت الفوضى، واشتدت تلك المجاعة حتى لم يجد فيها الناس شيئا يأكلوه فأكلوا الميتة والبغال والحمير، وبيع رغيف الخبز الواحد بخمسين دينارًا (هسه رغيفتين بألف) ، وذكر ابن إياس من العجائب التي لا يصدقها عقل زمن تلك المجاعة، ومنها: أن الناس أكلوا الكلاب والقطط، (نحنا في محطة الحمير غايتو) وكان ثمن الكلب الواحد خمسة دنانير والقط ثلاثة، وقيل كان الكلب يدخل البيت فيأكل الطفل الصغير وأبواه ينظران إليه فلا يستطيعان النهوض لدفعه عن ولدهما من شدة الجوع والضعف (الطعمية والبوش بيعملو نفس المفعول) .ويروي إياس أن أحد (الوزراء) لم يكن يمتلك سوى بغل واحد يركبه (في الأيام ديك برادو) ، فعهد بالبغل إلى غلام ليحرسه، إلا أن الغلام من شدة جوعه كان ضعيفًا فلم يستطع أن يواجه اللصوص الذين سرقوا البغل، وعندما علم الوزير بسرقة بغله غضب غضبا شديدا، وأرسل كتيبة كاملة من (العسس) في أثرهم حتى تمكن من القبض على اللصوص وقام بشنقهم على شجرة، وعندما استيقظ الصباح وجد عظام اللصوص فقط ؛ لأن الناس من شدة جوعهم أكلوا لحومهم.
وذكر ابن الأثير أنه اشتد الغلاء، حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، وباعت (الدهب بتاعا) الذي تساوي قيمته ألف دينار بثلاثين دينار، اشترت بها شوالًا من القمح، فقام الناس بنهبه ، فنهبت منه هي الأخرى ، فحصلت منه على مقدار (رغيفة واااحدة) !
ويروي المقريزي أن سيدة غنية من نساء القاهرة ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى (علبة الدهب بتاعا) وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروة طائلة ولا تستطيع شراء رغيف واحد. فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط فلا تجد من يشتريه، وأخيرًا استطاعت أن تقنع أحد التجار بشرائه مقابل (شوال دقيق) , واستأجرت بعض الحمالين لنقل (الشوال) إلى بيتها، ولكن لم تكد تخطو بضع خطوات حتى هاجمتهم جموع الجياع، فاخذوا الدقيق، وعندئذ لم تجد مفرًا من أن تزاحمهم حتى اختطفت لنفسها حفنة من الدقيق وعكفت على عجن حفنة الدقيق وصنعت منها أقراصاً صغيرة وخبزتها ثم أخفتها فى طيات ثوبها، وانطلقت إلى الشارع صائحة: الجوع الجوع… الخبز الخبز ….. فإلتف حولها الرجال والنساء والأطفال وسارت معهم إلى قصر الخليفة المستنصر، ووقفت على مصطبة ثم أخرجت قرصاً من طيات ثوبها ولوحت به وهي تصيح: أيها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني (ألف دينار) ، فادعوا معي لمولاي المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره، فلولاه لما تحصلت عليَّ هذه القرصة بألف دينار ثم صاحت فيهم :
• تكبير
• فهتفوا : ( الله أكبر)
• تهليل
• (هتفوا) : لا إله إلا الله
ثم هتفوا جميعاً .. هي لله هي لله .. لا للسلطة وللا للجاه !!
كسرة :
الدولار عمل كم؟
تنبيه : يوجد (واو) جديد نهديه إلى السيد / وزير العدل !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 81 واو – (ليها ستة سنوات و 10 شهور) ؟
• كسرة ثابتة (جديدة):أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 40 واو (ليها ثلاث سنوات وخمسة شهور)