النخب و”البشير”
جاءت مبادرة أساتذة الجامعات الأفريقية في “أديس أبابا” بتكوين تجمع لنخب ومثقفين تحت اسم (الكرامة الأفريقية) كخطوة أولى لدور ينتظر أن تلعبه النخب والمثقفون في بلدانهم الذين ظلوا إما مصفقين للحكام مقابل وظائف صغيرة أو معارضين تستغلهم الأحزاب والتكوينات السياسية لتحقيق مآربها.. لكن أساتذة الجامعات في “إثيوبيا” من جامعات (أديس أبابا) وجامعة (السلام) وضعوا أرجلهم في أول عتبة نحو قيادة أفريقيا بالإقبال على تنظيم أنفسهم في منتدى كان أول نشاطاته أن منح الرئيس “البشير” ما يستحقه من التكريم لجملة أسباب، أولها أن “البشير” نهض بالتعليم في بلاده من خمس جامعات وأربعة معاهد لأكثر من خمسين جامعة.. وأول رئيس سوداني يعترف بحق جزء من وطنه بتقرير مصيره ليفقده بالانفصال بحثاً عن حقن الدماء وإحلال السلام.. وفي مسيرته النهضوية ببلاده واجهته متاعب ومشاق ومصاعب، وجرت محاولات للقبض عليه ومحاكمته من قبل المحكمة الجنائية نظير مال معلوم وضعته بعض الجهات في خزائن قضاة باعوا ضمائرهم نظير الدولار.. ولكن القادة الأفارقة انتصروا للبشير ورفضوا الإذعان لها وإملاء شروطها.. وقد واجه “البشير” بشجاعة وصبر تهديدات (الولايات المتحدة) وحلفائها حتى انكشف المستور وسقط القناع عن الوجه القميء لتلك المحكمة.. ولذلك جاء تكريم الرئيس “البشير” في “أثيوبيا” حدثاً شغل الدنيا وأقامها.. وبدأ التشكيك والتقليل من شأن الحدث لأسباب سياسية من قبل بعض المعارضين والكتاب والصحافيين الذين اتخذوا من (الواتساب) و(الفيسبوك) ميداناً لنشر الغثاء في حق رئيس البلاد الذي مهما اختلفت معه لا تملك إلا احترام شجاعته وخلقه القويم واحترامه لشعبه ونظافة يديه من دنس الفساد الذي لوث ثياب حكام المنطقة، وكان عاملاً مهماً لإسقاط الحكومات.
أساتذة الجامعات لا ينبغي أن يكون كل دورهم إلقاء الدروس في القاعات وكتابة المدونات والبحوث والإشراف على رسائل الدكتوراة والهيام في الكتب الأكاديمية فقط.. أو أن تستغلهم الحكومات والأحزاب.. بل دورهم أن يقودوا الشعوب بالاستنارة والوعي والقيادة لها شروطها، أهمها أن يكون القائد قريباً من شعبه. وأساتذة الجامعات في “أثيوبيا” يضعون أقدامهم اليوم في بداية طريق طويل وصعب بتشجيع الرؤساء الذين يهتمون بالتعليم والصحة والرياضة والفنون، والذين في سبيل رفاه شعوبهم يتعرضون للاستهداف من الغرب، وذاكرة أفريقيا مشحونة من الماضي القريب بأحداث مثل مقتل “باترس لوممبا” على أيدي عملاء لدولة (بلجيكا).. ومحاصرة بلدان أفريقية مثل “زمبابوي” لأن رئيسها رفض أن يظل الإنسان الأفريقي عبداً في خدمة الإنسان الأبيض.. وكيف أمضى “نيلسون مانديلا” سنوات في السجون لأنه ينافح عن استقلال بلاده “جنوب أفريقيا”.
تكريم البشير هو الخطوة الأولى في طريق طويل وشاق ينتظر النخب الأفريقية في مسارها الطويل نحو قيادة شعوبها للرفاهية والاستقلال والكرامة الإنسانية.