نحن من يُبقِى أو يُسقِط !!
* فى كلمته امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني، اتهم سكرتير الحزب الاستاذ محمد مختار الخطيب، المجتمع الدولي بالعمل على تمكين الحكومة من البقاء في سدة الحكم، من خلال السعي الدؤوب لإقناع قوى نداء السودان والإجماع الوطني بالتوقيع على خارطة الطريق، مؤكداً رفض الحزب التوقيع على خارطة الطريق أو المشاركة فى أي حوار (داخلي أو خارجي) ما لم تتوفر الضمانات المطلوبة للتحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.
* من حق الحزب الشيوعي أو أي حزب أو شخص آخر أن يرفض ما يرفضه ويقبل ما يقبله، سواء التوقيع على خارطة الطريق أو أى شئ آخر، فهذا شأن خاص به، حسب مقاييسه وحساباته، وعلينا أن نحترم قراره، مع احتفاظنا بحق إبداء الرأي وتوجيه النقد بدون التدخل فى الخصوصيات، ولقد اختار الحزب الشيوعي بما له من خبرة سياسية طويلة وتنظيم داخلي دقيق، وآليات محددة لاتخاذ القرار، الامتناع عن التوقيع على خارطة الطريق والمشاركة فى اي حوار ما لم تتوفر الضمانات المطلوبة للتحول الديمقراطي والتدوال السلمي على السلطة، وهي مطلوبات لا يختلف عليها إثنان، ليس فقط للموافقة على الحوار، بل لأنها الأساس لأي حكم راشد، وبدونها لا يمكن أن يصلح الحكم!!
* اتهم الاستاذ الخطيب المجتمع الدولي بالعمل على تمكين الحكومة فى البقاء على سدة الحكم من خلال سعيه الدؤوب لاقناع قوى نداء السودان بالتوقيع على خارطة الطريق، وقد يكون الخطيب محقا فى ذلك، ولكنني أسأله وهو ليس بالشخص العادي، وانما السكرتير السياسي لأعرق الأحزاب فى المنطقة، وأكثرها إدراكا بما يجري فى دهاليز السياسة.. منذ متى كان المجتمع الدولي، يعير اهتماما بمن يحكم هذه الدولة أو تلك، أو ما يحدث فيها، إلا بما يحقق مصالحه الخاصة وأمنه القومي، ولا يهمه من اجل تحقيق هذه الغاية، خاصة في زماننا هذا الذي تناسلت فيه المشاكل، ان يتحالف مع أي نظام حكم حتى لو كان الشيطان نفسه، خاصة إذا كان هذا النظام ينفذ ما يُطلب منه بكل أريحية ورحابة صدر؟!
* ليس هذا، سيدي، هو التفكير السليم للتعامل مع الوضع السائد، أو لبذل الجهد للخلاص من الازمة التي يعيشها السودان، ولكن علينا نحن كسودانيين ، سواء كان المجتمع الدولي يساند النظام أو لا يسانده، أن نحدد ما نريده، ونسعى من أجل تحقيقه، بيدنا نحن فقط، لا بيد عمرو أو زيد أو أمريكا أو الاتحاد الأوروبي، أو بكين!!
* لا اقصد بذلك أن يوافق الحزب الشيوعي أو أى شخص آخر، على خارطة الطريقة، فهذا شأنه وقراره، وهى فى رأيي ليست سوى محاولة قد تنجح أو تفشل، لإيجاد مخرج آمن للنظام الحاكم، وليس للشعب السوداني الذي لم يرتكب جرما حتى يبحث عن مخرج آمن، أو لانقاذه مما ينتظره من فوضى وسفك دماء إذا سقطت (الانقاذ) كما يروج البعض، بغرض إخافته وكسر همته، ولكننا يجب أن نفهم أننا نحن مَن يقرر مصير بلادنا، ونحن مَن بيدنا ان نُبقي الانقاذ أو نقتلعها، نحن .. عثمان وفتحية وهرون وعشميق وسمية وأوشيك .. وليس أوباما، وبوتين، وميركل، و زِى جِنق بِنق!!