مع سبق (الرسوم) !!
عجيب جداً عقل الإنسان.. فهو قد يربط بين شيئين مختلفين.. أو بين أشياء لا يبدو هنالك رباط منطقي بينها.. هذا في اليقظة.. أما في الأحلام فالربط هذا أشد غرابة.. ولكن لدى علم النفس تفسير منطقي لكل حلم ..حتى وإن كان من شاكلة ما يسمى (أضغاث أحلام) .. لا شيء عبثي في هذا الوجود.. أو ربما قد يوجد بفعل الإنسان.. فعله بكامل إرادته بعيداً عن ( لا إرادية) العقل.. وأكثر ما يتجلى فيه هذا العبث السياسة.. السياسة بكل تداخلاتها في مناحي الحياة .. ولكن حتى هذا العبث لا يخلو من روابط .. وقبل أيام جرحت أصبعي فسال منه الدم.. وتذكرت في اللحظة ذاتها فيلم (الطيور) لهتشكوك.. طيب ما علاقة الجرح بالفيلم المذكور؟!.. لا أدري .. أو هكذا ظننت إلى أن دريت.. والبارحة تفكرت في عبثية توقف نحو (82) مصنعاً آخر بالبلاد.. وعبثية وجود (24) نوعاً من الرسوم المفروضة على الصناعة.. فقفزت إلى ذهني جزئية من رواية قرأناها في المدرسة زمان.. رواية (جزيرة الكنز).. والجزئية هي المقطع الغنائي عن (15) رجلاً على صدر رجل ميت.. ثم زجاجة (روم) مع ترنيمة (يو هو هو).. وتذكرت نهار يوم كنت أجلس فيه مع صديقي مدير مصنع (أديسون) بمكتبه.. ولم تستغرق الزيارة سوى نصف الساعة.. وخلالها أُدخلت إلى صدقي فهمي نحو (5) مطالبات برسوم مختلفة.. و(ربطت) بين عبثية توقف المصانع ورسومها الـ(24) .. ثم بين ذلك ورسوم مصنع (أديسون).. الرسوم التي كنت شاهداً عليها.. وتخيلت لو أن أديسون نفسه- سيد الاسم- هو الذي كان مدير المصنع.. ماذا كان ليفعل يا ترى وهو العالم العبقري؟!.. أغلب الظن إنه كان سيموت هماً وغماً و غبناً.. وعلى صدره (24) رسماً بحجم ووزن وثقل الرجال الـ(15) .. وهذا هو الرابط بين (صدور) المصانع و (جزيرة الكنز).. فكان من الطبيعي أن تموت الصناعة في السودان .. ويثمل قاتلوها بخمر رسومهم الخرافية وهم جلوس على صدورها.. أو بعبارة المصريين (يخربوها ويقعدوا على تلها).. وعلى (تل) الاستثمار الخارجي كذلك.. فالمستثمرون الأجانب يهربون بسبب الرسوم ذاتها .. ثم تذكرت الرابط بين دم أصبعي وفيلم الطيور.. ويتمثل في منظر الطيور وهي تقتحم مقصورة الهاتف.. ثم تجرح المرأة في أصبعها فيسيل منه الدم .. فعجيب هو عقل الإنسان.. وأعجب منه الجارحون للصناعة في بلادي.. المنتشون بدمها وهم يدندنون (يو هو هو !!!).