الشيخ أبو زيد يحكي أدق التفاصيل عن شخصية نجله المحكوم في قضية الدبلوماسي الأمريكي

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

قوة الشكيمة والعمق الإسلامي والصبر الجميل كانت ولا زالت وراء تماسك هذا الرجل في أكبر محنة ألمت به.. رغم أن الحزن بادٍ على وجهه هو وأفراد الأسرة لا سيما ابنه عبدالملك فإن بشاشته وترحابه لم يفارقاه.. الشيخ أبوزيد محمد حمزة أحد ركائز جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.. يجذبك حينما يتحدث اليك.. ووقاره يجبراك على احترامه.. بحثت «الوطن» فور صدور الحكم بالإعدام في مواجهة أربعة من المتهمين بقتل الدبلوماسي الامريكي جون غرانفيل.. الوصول لمنزل الشيخ أبو زيد بأم درمان الثورة الحارة الأولى لم يكن صعباً على الصحيفة لكونها متواصلة أصلاً مع المجتمع ورموزه لكن أسرة الشيخ أبو زيد «ما شاء الله» توجد في أكثر من منزل بالحارة الأولى، فأحد أنجاله يعيش مع أسرته بالقرب من مسجد «أنصار السنه» أما أسرة ابنه «عبدالرؤوف» المحكوم عليه بالاعدام ضمن الاربعة في قضية غرانفيل هي مكونة فقط من زوجته وطفلته الصغيرة الوحيدة لينا التي لا يتجاوز عمرها أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام ،بمنزل لا يبعد كثيراً عن منزل الشيخ أبو زيد الموجود بالقرب من «شارع الثورة بالنص»، حيث تقيم زوجة عبدالرؤوف هي وطفلتها مع اخويها..
عند وصولنا لمنزل الشيخ أبوزيد بعد عدة أسئلة للمارة استقبلنا صهر الشيخ وهاتف عبدالملك ابن أبو زيد وطلب عبدالملك فترة عشرين دقيقة ليصل إلى المنزل بصحبة والده الذي كان بمعيته في مشوار خارج المنزل ذهبنا إلى مشوار يخصنا ثم عدنا بعد 20 دقيقة إلى منزل الشيخ أبو زيد حيث وجدناه قد وصل هو ونجله عبدالملك.. وعند مدخل المنزل تم إجلاسنا في غرفة «مضيفة» تجملها مكتبة عريقة مليئة بالمراجع الدينية، فتجاذبنا اطراف الحديث مع عبدالملك وجده وكان وقتها قد خلد الشيخ أبو زيد للراحة داخل المنزل لكن عبدالملك ابلغه بحضورنا فجاء مسرعاً بعد أن سلم علينا ظل صامتاً أكثر من نصف ساعة وكنا نتجاذب أطراف الحديث وهو يستمع.. وبعدها تحدث الرجل للصحيفة عن تربيته لابنه عبدالرؤوف ومراحله التعليمية ومزاجه العام وتعامله مع المجتمع.. وفور إكمال الشيخ أبوزيد حديثه اصطحبنا عبدالملك نجل الشيخ أبو زيد وهو يكبر بعام واحد عن عبدالرؤوف المحكوم عليه بالإعدام الى حيث المنزل الذي تقيم فيه زوجة عبدالرؤوف وطفلته.. فخرجت الينا من المنزل «لينا» الصغيرة التي لا تدري إلى أين تسير بوصلة الحياة بمستقبلها، قابلتنا الصغيرة باللبس المحجب وابتسامتها البرئية تحكي حلاوة الطفولة.. وحتى لا نطيل عزيزي القاريء تابع معنا الذي دار بيننا والشيخ أبو زيد..

* فسألناه عن أين درس نجله عبدالرؤوف مراحله التعليمية؟
– فأجاب.. درس الأساس بمدارس الحارة الأولى بالثورة والثانوي في مدرسة بكار والجامعة بالمدينة المنورة بالسعودية وهو في السنة الأخيرة بكلية الدعوة.
* كيف هي طباعه من بين اخوته؟
– هو رجل هاديء ولا يحب الهرجلة وهو رجل ملتزم وعديل.
* هل ينتمي للجماعات التكفيرية؟
– هو ليس تكفيري، فالتكفيري لا يصلي مع الناس.. فعبد الرؤوف يصلي مع عامة الناس، وفي بعض الأوقات يصلي في مسجد الختمية ويصلي مع الصوفية.. وقال لي في السجن عندما قابلته يوم الاحد قبل النطق بالحكم: «أنا لا أكفر أحد واخرجه من الملة».
* هل لاحظت شيئاً غريباً من خلال وجوده معك؟.
– لم الاحظ عليه أي شيء غريب، فهو يصلي الفجر حاضر، وكما تعلم نحن أنصار سنة وعلى هذا ربيت أولادي، فهو معتدل وما متطرف ويعيش حياته بشكل طبيعي، وأنا في تربيتي لاولادي هم عارفين منذ التاسعة مساء اقفل باب المنزل فلا يخرج أحد.
* كم مضى من عمر عبدالرؤوف حتى الآن؟.
– عمره لا يتجاوز 23 سنة ، حتى الآن ،زوجناه صغيراً وله طفلة اسمها «لينا» .. تسكن مع والدتها بمنزل أسرتها.
* ما موقفك من التكفيريين والمتطرفين؟.
– أنا ضد التطرف والتكفيريين وعلى هذا النهج ربيت أولادي، أنا شديد في الحق.
* سألنا عبدالملك شقيق عبدالرؤوف المحكوم عن اصدقائه؟.
– فأجاب.. أنا صديقه وشقيقه وحبيبه وأنا أكبر منه بعام وكنا نذهب أنا وهو إلى كل الأنشطة الاجتماعية في الحي والأهل.
* هل إختفى عبدالرؤوف أيام جريمة مقتل غرانفيل؟.
– أبداً كان موجوداً بالبيت وعادي ولم يختفي ولم يذهب لعطبرة أو أية جهة أخرى.
* إذن أين كان عندما قبض عليه؟.
– ساقوه من بيته.
* هل لديه علاقات في أحياء أخرى بالعاصمة؟.
هو لا يعرف شوارع العاصمة كثيراً. ويتوه في بعض الأحيان.

الوطن

Exit mobile version