(ميس) الحمار !!!
*هاتفني ناطق باسم جهة- ليست (الأمن)- محذراً..
*أو في الحقيقة هو استخدم أقل كلمات التحذير غلظة ، وأكثرها أدباً..
*كان ذلك مساء الأول من أمس وأنا أتأهب للنوم..
*وطار النوم من عيني تفكراً في الموضوع الذي حذرني من تناوله..
*فما أجملها من فكرة هذه التي حُذرت منها..
*بل هي في جمال التي خطرت لجرير وهو يهجو غريمه (الراعي)..
*ولم يكن في ذهن جرير عدوه اللدود الفرزدق وقتذاك..
*ولكن الفرزدق هو الذي أوحى إليه بالفكرة عبر (حركة) قصد عكسها..
*فجرير لما بلغ بيتاً بعينه غطى الفرزدق عنفقته..
*فاسترعت الحركة انتباه جرير فسكت بعد قوله (بها برص بجانب…..)..
*والكلمة التي وضعت مكانها نقاطاً سكت عنها عمداً..
*أما العنفقة فهي الشعيرات التي بين الشفة السفلى والذقن..
*ثم مضى قائلاً (كعنفقة الفرزدق حين شابا)..
*وحل شطر البيت المرتجل هذا محل الذي في أصل القصيدة..
*فندم الفرزدق على حذر أتى بنتيجة عكسية..
*ولكن اليوم هو بداية النهاية لفعاليات الحوار الوطني..
*النهاية التي قد تفضي إلى وضع سياسي جديد في البلاد..
*أو قد يكون نهاية البداية كفيلم يوسف شاهين الذي أعجب النقاد..
*وما أعجبهم فيه هو كلمة (البداية) عوضاً عن (النهاية)..
*فمجريات أحداث الفيلم – كما في الحياة- قد تكون ذات بدايات متجددة لنهاياتها..
*وكذلك فيلم الحوار الوطني لا ندري كيف تكون نهايته..
*أهي نهاية سعيدة لسنوات أسيفة؟..
*أم بداية فاصل جديد من مسلسل (نقض العهود والمواثيق)؟..
*ومن ثم أكون محقاً في وصفي له من قبل..
*وأعني حين وصفته بأنه (الحمار الوطني) في مستهل انعقاد جلساته..
*الحمار الذي علمه (التكرار) إلى أين تنتهي خطواته..
*ولكني بدلت رأيي عندما تلمست قدراً من الجدية لم أعهده في الإنقاذ قبلاً..
*جدية لا دخل للمعارضة بها..
*جدية سببها كثرة (الضغوطات) الخارجية لا الداخلية..
*وتخطئ المعارضة إن ظنت أنها تشكل أي قدر من الضغط على الإنقاذ..
*هي فقط الوسيلة التي تقود إلى الغاية..
*والغاية هي استرضاء المجتمع الدولي ليخفف من حصاره الخانق..
*فالجنيه يترنح ، والاقتصاد ، والصناعة ، و(الحال)..
*وإن لم تقابل المعارضة هذه الجدية بمثلها فستكون مثل الحمار (إياه)..
*الحمار الذي ظن أن الأسد هرب خوفاً منه فطارده..
*ولم يدر أنه إنما خاف من صليل أجراس مثل التي يقرعها الغرب الآن..
*وحمار المعارضة لا يتعلم من كثرة أخطائه و(أوهامه)..
*وهذه فرصته الأخيرة بعد أن بلغ (الميس!!!).