الطاهر ساتي
فليكن المسار … « عملاً منتجاً »..!!
** وأمام هذا الواقع يجب ألا نهدر الزمن فى البكاء وكأن أوكامبو – وليس الله – هو من يحدد نهاية السودان ، شعبا ووطنا ..وكذلك يجب ألا نغرق في بحر الخطب والأشعار وغيرها من وسائل التعبير التى لا ننفي مشروعيتها كوسيلة تعبير ، بيد أنها لا تصلح للاعتماد عليها كليا بمظان أنها : مفتاح الحل ..وقالها السيد الرئيس قبل ثمان وأربعين ساعة بسد مروي : سنرد على القرارات بالمزيد من المشاريع التنموية ..وكذلك قالها السيد نائب الرئيس بأبي جبيهة : لا بالاحتجاج ولكن بالإنتاج سنواجه التحديات .. وعليه ، فالقيادة العليا اختارت المضي على الطريق الصحيح الذي قد يجنب البلد المخاطر بإذن الله ، والواجب الوطني يلزم كل سوداني فى هذه المرحلة أن يتخذ هذا الطريق أيضا مسارا ..طريق العمل والإنتاج ..!!
** كل وزير ووالٍ تقع عليهما مسؤولية سد ثغرتهما باتقان ، وذلك بأداء المهام بلا اضطراب ، وعليهما أن يعلما بأن رد فعلهما تجاه هذا القرار سوف ينعكس مباشرة على أداء ولايته ووزارته والمؤسسات التابعة له والعاملين عليها ، فالحكمة واليقظة والتحلى بروح المسؤولية والتفاني فى أداء الواجب هي مفاتيح الإنتاج المنشود ..فأما الاضطراب والتراخي وترك أداء المهام التى أنت مناط بها إلى أداء مهام أخرى مناط بها غيرك ، فانها عوامل الفشل والهزيمة ..بمعنى ، أكبر خدمة يستطيع أن يقدمها أي مسؤول إلى السودان وبها يتجاوز هذا المنعطف هي باختصار : أشتغل شغلك .. فالعمل المنتج هو : أقوى وسائل توحيد أي جبهة داخلية ..!!
** نعم ، القضية ليست قانونية ، ولو تمظهرت بالقانون والمحكمة والقضاة ، فالملف أحيل إلي المدعي العام بأمر من مجلس الأمن ، والرضيع فى مهد أمه يعلم بأن مجلس الأمن هذا هو الذي يحرك اللعب ، وكذلك يعلم ذاك الرضيع أيضا إن كان هذا المجلس عادلا فى أحكامه أو نظيفا فى ملعبه ..هو ليس بهذا ولا ذاك ، ولو كان كذلك لأحال ملف فلسطين والعراق وأفغانستان قبل ملف دارفور ..وعليه ، فالدور الدبلوماسي يجب أن ينشط إقليميا وعالميا ، ويجب تهيئة المناخ السياسي الداخلى بحيث يساعد الحراك الدبلوماسي خارجيا ، وذلك بالمضي قدما فى تنفيذ اتفاقية السلام وبذل الجهد لإكمال مفاوضات الدوحة بحيث تأتى بسلام دارفور بإذن الله ..!!
** المختصر ..قرار المحكمة يجب ألا يشغل الحكومة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية عن أداء واجبها ..بحيث تواصل الدبلوماسية مسارها فى طريق تحقيق السلام بدارفور ، وتواصل أجهزة الدولة النظامية فى بسط الأمن ، وتواصل المؤسسات التشريعية فى توفيق القوانين ورسم خارطة الطريق للبلد حتى يصل الى محطة الانتخابات بإذن الله.. وكذلك لاتحدثك نفسك ، صديقي القارئ ، بأن محكمة لاهاي – أو غيرها – هى التي تحدد مصير وطنك ، فأنت من يملك هذا الوطن ، وليس أوكامبو أو قضاة لاهاي ، وهذه ليست المحنة الأولى ، لقد سبقتها محن ، ولكن بفضل الله ثم بوعي شعبه تجاوزها الوطن ..أوهكذا يجب أن يحدثك « حسك الوطني » …!!
إليكم – الصحافة الخميس 05/03/2009 .العدد 5634 [/ALIGN]