يوسف عبد المنان

عيد الجيش.. عيد الوطن والكرامة!!


درجت القوات المسلحة على إقامة عيدها سنوياً الذي يسمى بعيد الجيش، وأذكر عندما عدت من المملكة العربية السعودية والتحقت بصحيفة (السودان الحديث) تزامن ذلك مع العيد الميمون، وكان وقتها الأستاذ “لبيب” مدير العلاقات العامة والإعلام بالقصر الجمهوري أعدَّ صفحة عن عيد الجيش، كانت رائعة، ولكن عندما صدرت في اليوم التالي لم تحمل اسمه، ولكنها حملت اسم “صلاح حبيب” بدلاً عن “صلاح لبيب” وظللنا في هذا الاشتباك الاسمي فترة من الزمن، وها هي القوات المسلحة عرين الأبطال وحامية حمى الوطن تستعد للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة التي يتقدمها الفريق أول “عوض ابنعوف” وزير الدفاع والفريق “عماد الدين عدوي” رئيس هيئة الأركان المشتركة في الرابع عشر من هذا الشهر.
إن القوات المسلحة وهي تحتفل بهذه المناسبة تسترجع تاريخ مجدها وعزتها عند أول قائد لها “أحمد محمد” وظلت خلال فترة الاستعمار وما بعده هي القوى التي تدافع عن حياض الوطن في كل الأمكنة والأصعدة، وظل الجندي السوداني مفخرة لهذا الوطن، ظل في أدغال الجنوب رتحاً من الزمن يقاتل بجسارة وقوة مدافعاً عن الوطن ومدافعاً عن الأرض التي حاول أن يسلبها الأعداء.. وكيف كان القائد السوداني يضع الخطط لدك حصون الجبابرة والطغاة، فكيف كان القائد “عمر البشير” عندما أعاد إلى حظيرة الوطن مدينة (ميرم) الباسلة في عدة دقائق وأصبحت (ميرم) مفخرة للأرض والعرض التي دافع عنها وأعادها بطل من أبطال القوات المسلحة.
فعيد الجيش اليوم يجيء والبلاد قد طهرت أراضيها من دنس الأعداء وظل قادتنا يؤكدون في كل محفل عام أو خاص أن أرض السودان خالية تماماً من أي تمرد أو محاولة استيلاء لأراضيه.. والقوات المسلحة هي القوى الوحيدة التي لم تنكسر كما انكسرت قوات كثيرة بالمنطقة وأصبح الضابط وضابط الصف السوداني مكان فخر وإعزاز للمنطقة جمعاء، وقد استعانت عاصفة الحسم بالمقاتل السوداني في أرض اليمن مقاتلاً شرساً وجسوراً دافع عن الأرض والعرض في الأرض العربية التي هو منها وإليها.
ولم تكن عاصفة الحسم هي الأولى في تاريخ النضال للجندي السوداني، فقد شارك مع الأخوة المصريين وظل أيضاً مفخرة للسودان وللمؤسسة العسكرية وما زالت مصر تفتخر به وبقوته وبوقوفها معها.
إن المؤسسة العسكرية مصنع الرجال لم تكن قاصرة على أبناء الوطن، بل جاء الجندي العربي ليلتحق بها من الدول العربية الصديقة والشقيقة، فنالوا من معينها ومن قياداتها وعادوا إلى أوطانهم ولسان حالهم يلهج بالشكر والثناء لهذه المؤسسة العريقة الضاربة في جذور النضال والتاريخ، فهنيئاً لها وهي تجدد العهد وتحتفل بهذا اليوم العظيم في تاريخها وتاريخ الوطن.