التربص بالنجاح
النجاحات السياسية والتنفيذية التي حققها الشرتاي “جعفر عبد الحكم” في ولاية وسط دارفور لا بد لها من ثمن في بلدٍ عرفت بالحسد ومعاداة وتربص القاعدين بالذين يعملون في الصمت أو الجهر، والحقل السياسي هو الميدان الذي يصطرع فيه المشتغلون بهذا النشاط من معارضين يتربصون بحاكمين، وآخرون من داخل صندوق الحكم يصوبون ذخائرهم وحناجرهم لصدور من هم معهم في خندقٍ واحد.
والشرتاي “جعفر عبد الحكم” يمثل نموذجاً للسياسي المثابر على أداء واجباته في حزبه المؤتمر الوطني وفي حكومته من خلال المواقع التنفيذية التي تسنمها.. وخلال تجربته الحالية في ولاية وسط دارفور.. حقق قدراً من النجاحات على جبهة التنمية رغم محدودية الإمكانيات وضعف انسياب مال التنمية لكل الولايات. لكن “الشرتاي” تناغم مع المجهودات العسكرية لدحر التمرد في جبل مرة والقضاء عليه.. والمتمردون في جبل مرة هم عشيرته الأقربون وأبناء جلدته الذين اختاروا طريقاً غير طريق “الشرتاي”.. وأخذتهم العزة بالنفس ورفض كبيرهم “عبد الواحد محمد نور” مجرد الاقتراب من (أمكنة) التفاوض، رافعاً شعار لا للتفاوض ولا للسلام متمسكاً بالحرب التي تذوق طعمها أخيراً، وفقد مواقعه في جبل مرة وتعرض لهزيمة ماحقة.. وحضر “الشرتاي جعفر” في ميدان المعركة وخاض حوارات عميقة مع أهله الفور منافحاً عن النظام الذي يمثله.. وقد انتقل “الشرتاي” من زالنجي إلى المناطق التي حررتها القوات المسلحة، الشيء الذي أثار حفيظة التمرد المتربص به والمتعاطفين مع التمرد.. والمساعدين للتمرد من خلال الإعلام السالب الذي يبث في الفضاء الاسفيري.. ساء هؤلاء نجاحات الشرتاي “جعفر عبد الحكم” وبدأت الحرب القذرة بالشائعات من جهة والعودة مرة أخرى لسلاح الفتن القبلية لبعث روح العصبية والقبلية في دارفور، لأن التمرد يقتات أصلاً على الفتن والصراعات القبلية التي يزرعها في الأرض ويحصد ثمرتها.. وفي أول مؤتمر صحافي عقده الشرتاي “جعفر” بعد عودته من الخرطوم كشف خيوطاً من تلك المؤامرات، حيث هاجم بقايا المتمردين المهزومين مضارب العرب الرحل وقتلوا طالباً جامعياً.. ولاذوا بالفرار لأقرب قرية من قرى الفور حتى يتعقبهم أهل القتيل ويقتلون الأبرياء في القرية بجريرة المتمردين.. وظلت محاولات الوقيعة مستمرة حتى تشتعل الحرب بين العرب والفور ويحصد ثمرة ذلك التمرد بادعاء أنهم يحمون الفور ويدافعون عنهم.. ولما خابت تلك المخططات وفشلت ولم تجد سوقاً.. لجأت عناصر التمرد لبيانات الفتنة بادعاء أن الشرتاي “جعفر” ينفذ مخططات للنيل من القبائل العربية.. خسئت تجارتهم وكسدت وبئس التجارة وساءت منقلباً.. كيف لرجل دولة أثبت عدله.. واعتداله أن ينفذ مخططاً ضد بعض مواطنيه.. وقد كسب الشرتاي “جعفر” ثقة القبائل العربية بإشراكها في السلطة واحترام التقاليد المجتمعية.. ورفضه مخططات العنصريين من التمرد ومن شايعه لذلك لجأوا لبث الشائعات عبر تقارير كاذبة عن تحيز الشرتاي “جعفر” لأهله الفور.. وفي ذات الوقت هناك فئة من السياسيين لها مصالحها في فشل تجربة أبناء الولايات بمناطقهم لإثبات صحة إلغاء جوهر الحكم الفيدرالي بتعيين الولاة من خارج ولاياتهم.. وحتى اللحظة أثبت الولاة الثلاثة المستثنون “هارون” في الأبيض و”أبو سروال” في الدمازين و”الشرتاي” في زالنجي نجاحات مقدرة جداً، بينما أخفق آخرون وفشلت تجربتهم حتى تعرض بعضهم للرشق بالحجارة.. والهتافات والتظاهرات.. وفي ذلك يلتقي أصحاب الأجندة العنصرية من المتمردين والخارجين على القانون بالطامعين في كراسي السلطة التي فقدوها بالمتربصين بالحكم الفيدرالي، لتتوحد هذه السهام والرماح وتوجه لصدر الشرتاي “جعفر عبد الحكم” الذي بعد أن جرد التمرد من بندقيته في جبل مرة.. أخذ على عاتقه بناء ونهضة وعمران المنطقة.. فكيف لا يتجمع كل الأشرار لوأد التجربة وإفشالها.