خارطة الطريق هل هي نهاية الصراع!!
خطوة إيجابية بتوقيع “المهدي” و”عقار” و”جبريل” و”مناوي” على خارطة الطريق التي تؤدي إلى عملية الأمن والسلام والاستقرار بأرضنا الحبيبة، وما قام به المعارضون أو الحركات المسلحة خطوة إيجابية تحسب لهم أولاً رغم تأخرهم في التوقيع، وخطوة أخرى لأبناء الوطن خاصة المناطق المتضررة من عمليات الحرب والدمار التي أصابها طوال العشر أو الخمسة عشر سنة الماضية. ولكن السؤال الذي يطرحه المواطن السوداني هل توقيع أولئك القادة نهائية وما فيها رجعة أو النكوص عنها، خاصة وأن أولئك الموقعين كانوا داخل أرض الوطن وشاركوا في عملية الحكم. “مالك عقار” كان بولاية النيل الأزرق والياً و”مني أركو مناوي” شغل منصب مساعد رئيس الجمهورية ودخل القصر من أوسع أبوابه، و”ياسر عرمان” كان بالداخل وأفردت له كل وسائل الإعلام يتحدث كما يشاء سواء أكان مؤتمراً صحفياً أو لقاءات مع الفضائيات أو الصحافة المحلية أو الخارجية.
إن التوقيع على خارطة الطريق نأمل أن تكون خطوة لمصلحة الوطن وأن يتناسى أولئك القادة مصالحهم الشخصية التي لن تنتهين سواء شاركوا في الحكم أو ظلوا في المعارضة، ولكن المشكلة هذا المواطن المسكين الذي أجبرته الحرب على ترك دياره وأهله وسعيته فلجأ إلى المناطق المختلفة باحثاً عن الأمن والسلام والاستقرار، فالقادة الراغبون في حكم السودان ينبغي أن تكون هذه الخطوة بشرى وفاتحة خير وأمل ومستقبل لحلحلة قضايا الوطن المزمنة والتي ظل المستعمر يطرق عليها ليجعل منه قضايا للزعزعة، بدلاً من أن تكون قضايا من أجل السلام والاستقرار.
إن أهل المناطق التي جرت فيها الحروب الفترة الماضية بالتأكيد سيكونون أكثر سعادة بهذا التوقيع، وربما يكونون قد عادوا ليلاً إلى مناطقهم التي هجروها بسبب الحرب، بعد أن سمعوا ورأوا عملية التوقيع بأم أعينهم. لا أحد يرغب في الحرب ولا أحد لا ينشد الأمن، ولكن أهل المصالح دائماً يحاولون إثارة القضايا التي تؤدي للزعزعة وهم يعرفون ذلك تماماً.. فالحركات المسلحة التي ألقت السلاح بعد اتفاقية سلام نيفاشا وجاءت إلى الخرطوم وجلست على كراسي السلطة، تدرك أن نعمة الأمن لا تقارن بأي شيء ولقاء الأهل والأحبة والعشيرة بالداخل لا تعوضه فنادق الدنيا ولا مطاعمها ولا طعامها الإفرنجي. فـ”مني” و”عقار” وكل الحركات المسلحة تسعد أن تجلس على مائدة بها ملاح (مرس) أو عصيدة بالتقلية عليها كول وكباية شاي أو فنجان قهوة في راكوبة وسط أشجار بلادي.
لقد عانى الوطن من الحروب وعانى المواطنون من الهجرة وعدم الاستقرار وإن كانوا داخل أرض الوطن، ولذلك ما بقي من العمر حتى لا يبدد في حمل السلاح يجب على الذين يريدون لهذا الوطن أن يستقر، أن يمدوا أيديهم إلى بعضهم البعض، فبدل هذه الأسلحة أن يحملوا المعول والطورية والسبلوكة، وبدل الذخيرة أن تكون حبة الذرة والقمح من أجل إطعام هذه الأفواه، فهل يعود أولئك إلى رشدهم أم يتنصلون من العهد.