الفاتح جبرا

عليش والجرايد (كلام جرائد) !


صديقى (عليش) موظف (قديم) بإحدى الوزارات بدأ الحياة العمليه من أول السلم الوظيفي حتى صار (باشكاتب) يشار له بالبنان ، مشكلته أنه مدمن (جرائد) ، والمشكلة (الأفظع) أنه يضع كال ثقته في ما يجده في الصحف من أخبار فهو يثق في كلام الصحف بصورة غير عادية ويعتبر أن كلامها هو الصواب بعينه وأياك إياك أن تقول له أن ما يأتي في الصحف هو (كلام جرايد ساااكت) فحينئذ من الممكن أن يخسرك عديييل .
لم تكن (مرضة) صديقنا (عليش) توقعه في أي مشكلات في بدايتها فقد كان ذلك قبل نحو (كم وتلاتين سنة) حيث كانت الأحوال مستقرة نوعا ما خاصة فيما يخص أسعار السلع كما لم يكن حينذاك قد إبتلينا بمثل مسؤولي اليوم الذين يصرحون في الصحف بأشياء لا يفعلونها على أرض الواقع .لكن صديقنا عليش الآن يعيش في مأساة حقيقية نتيجة عدم تطابق ما يقرأه في الصحف مع الواقع ، فمثلاً وهو خارج من العمل ممسك بالصحيفة التي يكون قد حفظها عن ظهر قلب يقف (عليش) أمام بتاع الخضاروبعد أن يقوم بعمل مسح بالنظر لكافة أنواع الخضر :
• بالله يا أخونا أدينا كيلو طماطم
• يفتح كيس ويضع الطماطم بعد وزنه
• وكمان كيلو بامية طبيخ
• يفتح الكيس ويضع البامية عزلها ووزنها
• وربطة جرجير ومعاها عجورة كويسة كده
• يفتح الكيس ويضع ربطة الجرجير والعجورة
• الحساب كم ؟
• طيب عندك الطماطم 30 والبامية 25 وربطة الجرجير 4 والعجورة 6 يكون الحساب 65 جنيه !
• خمسة وستين شنووو.. (يفتح الجريده) أقرأ هنا .. أقرأ .. الطماطم بي 20 والبامية 15 و ….
• (في إستغراش) : يا أستاذ أنا مالى ومال كلام الجرائد
• (تجيهو الحالة) : كلام جرائد .. الناس ديل تعبانيين .. ورق ومطابع وحبر وشنو وشنو ويكتبو كلام كضب؟
• يا أستاذ الفي الجرايد ده كلام ساااي .. القلتها ليك دي أسعار السوق
• (في إستغراش) : أسعار السوق العجورة بى ستة جنيه؟ طيب ما أمشي اعمل ليا مزرعة عجور .
• يا أستاذ تعمل مزرعة عجور .. مزرعة طايوق .. بي طريقتك حاسبنا خلينا نمشي الزبائن الواقفة دي
• بحاسبك بى أسعار الجريده الرسمية دي … ده الكلام الصاح مش كل واحد فيكم قاطع ليهو سعر من راسو ..
• (يفتح الجريدة تاااني) الطماطم بي 20 والبامية 15 والجرجير 2 والعجور 3 … (ثم يدخل يده في جيبة ويخرج القروش) .. أهم ديل حسااابك أربعين جنيه بس .. الجرايد دي عمرها ما تكضب ..
بالطبع قامت (شمطة) شديده بين (عليش) وبين بائع الخضار كاد أن ينال (عليش) فيها (علقة سخنة) لولا تدخل الأجاويد الذين تظاهروا بأن بائع الخضار قد وافق على أسعار عليش فقامو بإعطائه (الكيس) بينما قاموا بعد ذهابه بدفع الفرق .
حمل عليش (كيسه) وإنحشر في إحدي الحافلات التي كان سائقها يصيح … الشهداء .. شهداء .. الشهداء .. ما أن إنطلقت الحافلة حتى بدأ الكمساري يجمع في (القروش) :
• ده شنووو يا أستاذ؟
• شنووو الشنووو دي الأجرة !
• الأجرة يا أستاذ خمسة جنيه .. إنتا قاعد وين؟
دقيقة بس دقيقة … أخرج عليش الصحيفة من بين الأوراق التي يحملها وهو يتصبب عرقاً .. وفتح أحدي الصفحات على الرغم من ضيق المساحة :
• أهو دي .. أهو دي عاين هنا .. السوق العربي الشهداء أتنين جنيه بس .. (ثم إلتفت مخاطباً الركاب)
• عاينو .. مش كده؟ … (لكن أحدا لم يرد عليه)
• يا أستاذ أدينا الخمسة جنيه بالله خلي نظام الجرجرة ده
• جرجرة بتاعت شنوو ؟ كمان الجرايد بتكضب .. ما أهو ده مكتوب أتنين جنيه .. !
• يا أستاذ يا تدينا الخمسة يا تنزل هنا … يا عباس يا عباس أقيف نزل الحاج ده
• عباس شنو اليقيف .. والله ما أنزل .. الجريدة كمان بتكضب ..
أحد الركاب : يا كمساري ياخ أهو دي التلاته جنيه مااا تأخرونا ساكت
• (عليش) : يا زول لم قروشك دي عليك .. أنا ما شحاد أنا موظف كبير .. الاجرة جنيهين بس .. الجرائد دي بتكضب كمان !
هنا صاح الشائق (عباس) في الكمساري بان (يمشي الموضوع) .. إلا أن عليش رد عليه وهو يقوم بإدخال الصحيفة إلى مكانها وسط الأوراق :
• يمشي ما يمشي .. الجريدة ما بتكضب !!

كسرة :
قبل نحو (عام) كنت وعليش نقرأ خبراً في أحدى الصحف يقول بأن العدالة سوف تطال سارقي هيثرو خلال (شهرين) فقط !! .. الآن كلما عليش يشوفني يقوم (يزوغ) !!

• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 80 واو – (ليها ستة سنوات و 10 شهور) ؟• كسرة ثابتة (جديدة):أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 39 واو (ليها ثلاث سنوات وخمسة شهور)