صلاح الدين عووضة

رمز الوسامة !!

* على مقعد خشبي بالصالة الخارجية جلست..
*جلست أنتظر دوري لمقابلة المدير وأنا بعد طالب جامعي..
*كنت أصغر الجالسين عمراً ، وأقلهم رجاءً..
*ولكن لم يكن من العسير مقابلة أي مسؤول في ذاك الزمن (الوسيم)..
* الوسيم أناساً ومدناً وتعاملاً وعلائق و(شاشةً) و(فناً)..
* وأنا في لحظات الانتظار تلك إذ نُودي عليّ لمقابلة مدير الأراضي (كرار)..
* كان الغرض من المقابلة الاستفسار عن السبب الذي جعل أرض الوالد تؤول لآخر..
*آخر- لن أذكر اسمه- من كبار مسؤولي نظام (مايو)..
* وبتعامل وسيم لا يفرق بين صغير (فنطوط) ومسؤول كبير اهتم الراحل بالقضية..
*كان حقَّانياً يخشى الله ومات – للعلم – وهو في (بيت إيجار)..
* وخرجت من عنده مهرولاً نحو مكتب البريد..
*و(شددت) برقيةً لحلفا أبشر فيها الوالد بأن الأرض قد عادت إليه تجرجر أطرافها..
* وفرحتي بهذا الإنصاف لم تكن تقل عن فرحة أخرى قبلها..
* فقد استرعى انتباهي توقف عربة مرسيدس (كحلية) اللون أنيقة..
*وترجل منها صاحب (الوسيم)..
*وكنت- وما زلت- أعشق أغنياته بقدر عشقي للديمقراطية..
* ثم ذُهلت حين قدم نحوي يحييني وكأنما يعرفني..
* وكأنما يعرف مدى حبي لأغانيه الوسيمة..
* إنه العميد أحمد المصطفى الذي أدين لوسيم آخر بفضل كلمتنا هذي من وحي الماضي..
* وحي أمسية تسمَّرت فيها أمام الشاشة أشاهد حلقة من برنامج (أسطوري)..
*برنامج (أسماء في حياتنا)..
*أشاهد صاحب (الدويتو) الشهير مع المطربة اللبنانية صباح..
* وقبل أيام تسمَّرت- أيضاً- أشاهده هو نفسه مخصصاً سهرة عن أحمد المصطفى..
* وتخللتها أغنيات له من حلقة (أسماء في حياتنا) تلك..
*وشدا فيها الراحل المقيم بـ(سفري) و (في سكون الليل) و(راحل مقيم)..
* كان (وسيماً) في مظهره وملبسه وغنائه وحديثه كحال رصفائه في ذياك الزمان..
*كحال وردي وكابلي وحسن عطية وعثمان حسين..
* ثم خلف من بعدهم خلفٌ جسدوا القبح بكل معانيه؛ شكلاً ومظهراً وملبساً و مسلكاً..
*ثم جسدوه – وهذا هو الأسوأ – غناءً (قبيحاً)..
*ويجني عز الدين على والده إذ يحرم جيل اليوم من وسيم أغنياته..
*قال إما أن يغنيها هو أو (بلاش)..
*رغم إنه لا يجهل – قطع شك- الفارق المهول بينه وبين أبيه..
*الفارق في الصوت والحضور والموهبة والإبداع..
*وفي (وسامة) كل شيء..
* ويبقى أحمد المصطفى عنواناً فنياً وسيماً لزمان الوسامة..
* وشكراً (الوسيم) عمر الجزلي !!!