د. عبير صالح

التمباك ..(العمارى الجيد)


يعتبر سرطان الفم من أخطر وأشرس أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان، وقد حدثت العديد من المآسي التي يستبعد الإنسان وقوعها، فقد يبدأ السيناريو بوجود قرحة «سخانة» كما يسميها البعض، وبعد مدة لا تلتئم هذه القرحة ويذهب المريض لطبيب الأسنان فيتم استئصالها ولكن المأساة قد تمتد ليتم استئصال نصف الوجه والأسنان ونصف عظام الفك، والسبب هنا أن القرحة هي نواة لسرطان شرس قد انتشر في الوجه والأنسجة المجاورة.
وتكمن الخطورة في اكتشاف المرض في مراحل متأخرة جداً بعد انتشاره في الأنسجة المجاورة والغدد الليمفاوية في الوجه والرقبة، لذا يجب أن نغير من مفهوم تجاهل القرح أو التغيير في أنسجة الفم من لون أحمر أو أبيض وإلى ذلك من الأعراض التي سيرد ذكرها لاحقاً، وتجب زيارة طبيب الأسنان للفحص عن وجود أي تغيير

منشأ السرطان
كلمة سرطان هنا تستخدم لأي ورم يظهر في التجويف الفموي، فقد يكون المنشأ أولياً من أحد أنسجة الفم وخاصة الخلايا الطلائية المبطنة للفم والشفتين، وأيضاً قد تظهر على اللسان واللثة أو تحت الحلق، بالإضافة لبطانة الخد، وقد يكون ورماً ثانوياً من مكان آخر مثل البلعوم وأنسجة الأنف،
إذا ظهر لديك أحد هذه الأعراض، فيجب الإسراع للطبيب
قرحة فموية لأكثر من 14 يوماً
وجود طبقة بيضاء أو حمراء على أغشية الفم
صعوبة في البلع وتغير في الصوت.
سقوط الأسنان بصورة غير طبيعية.
نزف من غير سبب معروف داخل الفم
ألم وخدر في الوجه
تشوه أو شلل باللسان
نسبة إصابة الرجال تعتبر ضعف إصابة النساء، وذلك لوجود نمط الحياة الغالب على الرجال من تدخين وتمباك وشرب للكحوليات، إلى غير ذلك من الأسباب المؤدية للمرض، وتكثر الإصابة فوق سن الأربعين عاماً
الأسباب: التدخين والتمباك
يرتبط التدخين بأعلى نسبة من حالات سرطان الفم، وذلك لأن التدخين يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للفم، كما أن التبغ يحوي أكثر من 17 مادة مسرطنة معروفة
وهنا عندنا في السودان «التمباك» أو الصعوط، وهو عبارة عن عجينة من أوراق شجر التبغ المعروفة باسم «نيكوتيناروستا»، ويحتوي التمباك على أكثر من 38 مادة مسرطنة، أكثرها ضرراً هي نيترسامينات التبغ التي تعتبر مادة مسرطنة من الدرجة الأولى، ومن المواد المسرطنة الأخرى في التمباك بعض العناصر التي تستخدم في تحنيط الموتى، وبعضها مواد مهيجة، والبعض سام مثل الذرنيج والنيكل والكادميوم وتدخل في صناعة بطاريات السيارات، بالإضافة للعناصر المشعة ذرياً مثل اليولونيوم
معــــــلومة
يحتوي التمباك على النيكوتين وهو مادة تؤدي إلى الإدمان واضطراب في القلب وضغط الدم والأوعية الدموية، والنيكوتين الذي يمتصه الجسم من التمباك أكثر بمرتين إلى ثلاث من الممتص عن تدخين سيجارة، كما يبقى النيكوتين في الدم لفترة أطول
الكحول: تساهم الكحول بنسبة غير مستهان بها في نشوء سرطان الفم وخاصة إذا كان الشخص يتعاطى الكحول بالإضافة للتدخين أو التمباك
وبهذه المناسبة فقد لوحظ أن استخدام غسول الفم المتكرر الذي يحتوي على الكحول، يحمل أيضاً خطر الإصابة بسرطان الفم، لذا ينصح أطباء الأسنان بعدم وصف غسول الفم المحتوي على الكحول يومياً ولفترات طويلة
قد تحدث الإصابة عند غير مستخدمي النيكوتين من صغار السن كذلك بعد الإصابة بفيروس الورم العليمي «رقم 16»، وهذا الفيروس له علاقة بسرطان عنق الرحم عند النساء أيضاً، والأعضاء التناسلية الذكورية أيضاً
هناك بعض الأسباب قد تمثل دوراً في سرطان الفم، مثل التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة وبشكل مستمر من غير استخدام واقٍ للشمس، وهنا تكثر الإصابة في الشفاه، وكذلك التعرض المستمر أيضاً للأشعة السينية، كما أن نوعية الغذاء أيضاً قد تمثل نسبة قليلة من الإصابة
الوقاية خير من العلاج
أقلع عن التدخين وخاصة الغليون
أقلع عن التمباك والكحوليات
أصلاح الأسنان المكسورة أو الشاذة أو أطقم الأسنان السيئة وسوء إطباق الأسنان
تجنب عض الخد والشفاه
علاج الفطريات مثل المبيضات البيض والفيروسات مثل الورم العليمي إن وجدت
التغذية السليمة والإكثار من تناول الفواكه والخضار الطازج «القرع، الجزر» لضمان الحصول على فيتامين «A»
التقليل من الأطعمة الحارة والمحتوية على التوابل. – ضع واقياً للشفاه «زبدة كاكاو»، ذا عوامل حماية من الشمس لا تقل عن «15»
قم بزيارة طبيب الأسنان على الفور إذا اكتشفت وجود بقعة بيضاء أو ذات صبغة غريبة أو قرحة لا تلتئم بعد مرور أسبوعين، أو نتوء غير عادي في الفم أو فوق الشفتين أو اللسان
يمثل سرطان الفم واللسان حوالي 8% من جميع أنواع السرطان
يكون العلاج في المراحل المبكرة من المرض عن طريق الاستئصال الجراحي، وكلما كان التشخيص مبكراً، تجنبنا التشوهات المزعجة، كما أن تأثيرها على النطق والبلع قليل لكن الحلول الجراحية في مراحل متأخرة تكون نسبة التداوي متدنية وتؤدي إلى تشوهات قد تتطلب استئصال أجزاء من عظم الفك، مع إزالة بعض الأعصاب والشفاه، «مما يجعل عضلات الوجه مشلولة
أيضاً العلاج بالأشعة مستخدم للحد من نمو السرطان، وفي بعض الحالات غير القابلة للجراحة، هذا بالإضافة للعلاج الكيميائي وأيضاً في حالات قليلة