أطعموهم (سخينة)!!!
*قادة (مايو) كانوا يفطرون بالفول..
*هذا ما رواه لنا المؤرخ اللبناني فؤاد مطر..
*وبعض قادة الإنقاذ كانوا يفطرون بطعام (مغلف) من الهلتون..
*هذا ما رواه لي شقيقي المستشار بمجلس الوزراء آنذاك..
*والقائد مونتغمري كان نباتياً يأكل طعاماً بئيساً..
*وفي يوم شاركه رئيس الوزراء تشرشل طعامه هذا خلال زيارة للجبهة..
*ولما رجع لبلاده تندر على بساطة طعام قائده الفذ..
*ووقع ضابط ألماني كبير في قبضة هذا القائد فدعاه لطعامه..
*وانفجر نواب البرلمان البريطاني غضباً عدا واحداً..
*وكان الواحد هذا هو تشرشل مكتفياً بابتسامة عريضة قبل أن يتكلم..
*وعندما تكلم قال حديثاً أضحكهم به من بعد غضب..
*قال لهم: لو علمتم طعامه لرثيتم لحال الضابط الأسير..
*ثم أضاف: لا أرى له عقاباً أفظع من هذا..
*وقادة الإنقاذ الآن لا يعلمون شيئاً عن طعام غالبية أفراد الشعب..
*بل لا يعلمون أي شيء عن معاناتهم المعيشية..
*والدليل على ذلك ما قاله علي عثمان عقب تركه منصب النائب الأول..
*فقد اعترف بأنه (كان بعيداً عن معاناة الناس)..
*والإنقاذ من أحد أسباب استلامها السلطة حجة (معاناة الناس) هذه..
*رغم إن معاناة الأمس هي (نعيم) قياساً لواقع اليوم..
*وهيئة علماء السودان تغضب حين نسميها (هيئة علماء السلطان)..
*ولكن رئيسها يحمل الشعب الآن أسباب معاناته هذه..
*يقول إن الذي يصيبه من عنت ورهق وبؤس عيش هو (بلاغ إلهي له)..
*بلاغ بأن (يتوب ويستغفر ويعود إلى الله)..
*فالمعاناة الآن – عند محمد عثمان صالح – سببها الناس أنفسهم..
*ولكن قبل مجيء الإنقاذ كان سببها الحكومة..
*يعني – حسب منطق علماء السودان- الحكومة في ذلكم الأوان هي المخطئة..
*وفي زماننا هذا الشعب هو المخطئ..
*فهل نخطئ نحن إن سميناهم- كما كان يقول الترابي- (علماء السلطان)؟..
*يعني الشعب يتحمل عبء الانهيار الاقتصادي..
*ويتحمل تبعات الفساد والتجاوزات والاختلاسات و(المفارقات المعيشية)..
*ويتحمل إفرازات الصرف على (أكثر وزراء العالم عدداً)..
*ويتحمل وطأة الفقر والضنك وشظف العيش..
*ثم بعد ذلك يتحمل- نيابة عن النظام – (إثم) اقتراف ما يغضب الله..
*وسعاد الفاتح لها تصريح شهير في هذا الصدد..
*قالت إن على (إخوانها) التحسب ليومٍ آت..
* يوم قد (يصرخ) فيه الناس من بعد (صمت)..
*وإن حدث هذا فليُفرض على بعض علمائنا (سخينة) الناس الآن..
*ثم يُقال لهم: توبوا واستغفروا وعودوا إلى الله..
*ولا أرى لهم عقاباً أفظع من هذا !!!