عمار السجاد: يمكن أن أصلي خلف امرأة

أثار دكتور “عمار السجاد” عضو مؤتمر الحوار الوطني ومجموعة (السائحون) جدلاً كثيفاً لم ينته حتى الآن بعد أن دعا إلى خطة لإمامة المرأة للصلاة بالرجال وحدد مساجد بعينها وسمى أسماءً لنساء أقترحهن كأئمة للمصلين في أحد أيام الجمع القادمة، ومضى البعض إلى إطلاق كثير من النعوت والصفات عليه ومنهم من اتهمه بمحاولة إثارة الجدل حول نفسه بهذه الخطط الغريبة.
وكتب “عمار السجاد” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك):
(حملة تنفيذ مبدأ إمامة المرأة
أطالب بتولي أربع نساء إمامة أربعة مساجد أحد أيام الجمع القادمة وتنحي هؤلاء الرجال على حسب الترتيب التالي:
} مسجد (الشهيد) يتنحى “الكاروري” وتؤم فيه المصلين د. “لبابة الفضل”.
} مسجد (النور) يتنحى “عصام البشير” وتؤم فيه المصلين د. “نجوى عبد اللطيف”.
} مسجد (الجامعة) يتنحى “محمد فرح” وتؤم فيه المصلين “أسماء حسن الترابي”.
} المسجد (الكبير) يتنحى “كمال رزق” وتؤم المصلين بروف “نوال خضر”.
حينها نقدر نقول إننا قد أصبحنا مجتمعاً سوياً).

“عمار” الذي أثيرت قبل فترة قليلة عاصفة طرده من مؤتمر الحوار الوطني، بدا غير مكترث البتة بما جره عليه وابل الهجمات التي تلقاها بعد دعوته إلى إمامة المرأة، وقد تحدثت إليه (المجهر) عن هذا الأمر فماذا كان رده؟
{ طالبت بأن يتم تبديل بعض كبار الأئمة بنساء يعتلين المنابر في خطبة (الجمعة).. ما هو تبريرك لما دعوت إليه؟
_ أولاً قضية إمامة المرأة شيء معروف، ورغم أنها لم تنفذ زمن الصحابة إلا أن لكل مجتمع خصوصيته.. وأردت أن نترك المبدأ موجوداً للتاريخ والدين، وأردت أن نترك التفكير مفتوحاً تجاه هذه القضية.. لأن واحداً من الأشياء الأساسية، بعد تطاول الأمد يحدث التدخل والتخريب في الأمور الدينية.
{ بما سقته.. هل ترى أن إمامة المرأة من أصل الدين؟
_ إمامة المرأة موجودة وهي قضية خلافية في التاريخ الإسلامي.. قضية ليست محسومة.
{ وما هو الشيء الذي جعلك تقطع بأحقيتها في الوقت الحالي؟
_ أردت أن أنبه الناس أن هناك قضايا يجب إثارة الجدل فيها.
{ أنت طالبت بأن تؤول إمامة المرأة لبعض الناس على حاسب شيوخ وأئمة معروفين؟
_ كانت عبارة عن مقترحات، وهي نوع من الاستفزاز الذهني.
{ ماذا تعني بالاستفزاز الذهني؟
_ أريد أن استفز الأذهان، في كل الدول لا يقبل الأمر دون نقاش حوله.
{ وماذا كان هدفك من هذه الدعوة؟
_ التغيير وتنبيه الناس لما هو ديني، ولما يتبع في العادات والتقاليد.. لا نريد للعادات والتقاليد أن تغزو الدين وتسيطر وتهيمن على الدين، والدعوة ليست للتطبيق العملي وإنما هي محاولة للفت الانتباه للقضية والنقاش حولها.
{ هل قصدت لفت الانتباه للقضية أم لإثارة الجدل حولك؟
_ ومن أكون أنا حتى أثير الجدل حولي؟ قصدت لفت الانتباه للقضية بالتأكيد وللفكرة المركزية وأنا أعيش في فكرة وأخدم فكرة، ومركزية حياتي قائمة على فكرة.

{ دعوتك فيها تأثر واضح بالراحل “حسن الترابي”.. هل فقدت التجديد في الدين كثيراً برحيله؟
_ نعم أنا اقتفي أثر د. “الترابي”.
{ هل تطرح نفسك خليفة لـ”الترابي”؟
_ أنا غير مهتم بذلك ولا أكرس حياتي للصورة الفكرية بصورة كبيرة وأنا غير مؤهل لهذا الدور.

{ أنت طالبت بتنحي أسماء معينة من المساجد؟
_ أخذت هذه المساجد كنماذج لأنها أكبر مساجد بالخرطوم، ولا أستهدف أشخاصاً، لكنهم رموز يحظون بمتابعة خطبهم في القنوات والصحف.
{ إذن ليس لديك تحفظ على أولئك العلماء؟
_ لا.. والهدف الأساسي في كونها مساجد لامعة ومعروفة وخطبها مستهدفة بالمتابعة، وتعدّ المساجد الرئيسية بالبلاد.
{ هل من الممكن أن تصلي خلف امرأة؟
_ شخصياً.. يمكن أن أصلي خلفها.

{ ألا تجد حرجاً في أن تقف أمامك وأنت تصلي خلفها؟
_ ستحصل تدابير معينة.. الآن عندنا تصلي النساء خلف الرجال، يضعون حواجز بين النساء والرجال.. وذات الأمر يمكن أن يحدث في حالة إمامة المرأة.
{ يعني النساء يكن في الأمام.. والرجال في الخلف؟
_ دي مسائل تنظيمية.
{ هل تستند إلى سابقة حدثت في التاريخ الإسلامي؟
_ الأصل في الدين هو الإباحة، وما لم يرد نص شرعي يحرم هذا الأمر فلا يوجد داعٍ لتحريمها.. السلف الأصلح اختلفوا حول تلك الإمامة.
{ اشرح لنا؟
_ الإمام “أبو حنيفة” أفتى بجواز إمامة المرأة برجال بيتها.. والإمام “الطبري” قال من الممكن أن تصلي بكل الناس، ود. “أبو بكر عبد الرازق” من خلال بحث علمي قال إن “الطبري” ذكر أن المرأة تصلي بالرجال والنساء وتصلي بأهل بيتها.. بينما منع “أحمد بن حنبل” والإمام “مالك” إمامتها بل وحتى صلاتها في جماعة.

{ قلت إنك تهدف فيما ذهبت إليه بدعوتك إلى إحداث استفزاز ذهني.. هل تحقق لك ذلك؟
_ بالنسبة لي تحقق بنسبة مائة بالمائة.. وأنا أيضاً استفزاني بحث د. “أبو بكر عبد الرازق”.. وجعلني اختار تلك المساجد.
{ هل أثيرت نقاشات علمية ودينية حول هذا الأمر؟
_ نعم.. حدث نقاش وأحدث حراكاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

{ هل تبنى المؤتمر الشعبي القضية خاصة وأن د. “الترابي” سبق أن دعا قبل ذلك لإمامة المرأة؟
_ الشعبي لم يتبنها.. وحتى في زمن “الترابي” كانت هناك حرية مطلقة في التفكير، ولم يكن د. “الترابي” يسعى لكي يضع الناس في قوالب محددة، وأي شخص له حرية التفكير و(المؤتمر الشعبي به حرية متطرفة).
{ د. “السجاد” رجل كثير المعارك.. ويسعى إلى إثارة جدل حوله وقبل ذلك أثار في الإعلام قضية طرده من لجنة الحريات بالمؤتمر العام للحوار الوطني؟
_ الحريات معركة أساسية، ومن الدرجة الأولى وترتبط بالقضية الأساسية و(دي الحتة المهمة)، وأنا أسألك أنت كصحافي، هل تعتقد أن ما أثرته ليست له قيمة وما ذكرته من معلومات غير ذي جدوى؟!
{ لكن أنا أسألك؟
_ إذا أنت بتفتكر إنو ما عندها قيمة يبقى كلام الناس فيني حقيقي لأن كل عملي السياسي مربوط بمسألة الحريات منذ المفاصلة وهذه قضية مهمة وأساسية.
{ وماذا حدث؟
_ الأمانة العامة للحوار اختارتني ممثلاً في لجنة الحريات بعد قرارها بإضافة أعضاء للجنة حسب تكليف المؤتمر العام الأخير للجان (7+7)، وانعقدت الأمانة العامة وتم تكليفي بتمثيلها في لجنة الحريات، وصادف أن هنالك اجتماعاً للجنة السداسية في ذات المكان وأبلغت سكرتارية (7+7) القرار للجنة السداسية، إلا أن ثلاثة من أعضائها تقدموا بطلب للأمين العام يرفضون فيه انضمامي للجنة وطالبوه باستبدالي. والأعضاء الذين تقدموا بطلب رفضي هم: (بشارة أرو، كمال عمر وتاج الدين نيام)، ورفضت قرارهم لجهة أن التكليف من الأمانة العامة وليس من حق الأمين العام التصرف.
{ هل ترى أن ما قاموا به تجاوز؟
_ كان من الممكن أن أصعّد القضية، والموضوع أصلاً محسوم، لكنني احتججت على الطريقة الإجرائية التي تمت بها، كون عضو يعترض على عضو آخر، ولكنني لما أشأ تصعيد الأمر.
{ لماذا؟
_ لأنه لا يوجد زمن.. وأصلاً ما شفت إنو الموضوع يستحق.
{ برأيك.. إلى أين ستمضي نهايات الحوار؟
_ الحوار الآن عبر.. وموضوعه انتهى والهدف الآن تشكيل الحكومة والبرلمان والمفوضيات.
{ هل سيفضي إلى عملية انتقال سلمي وديمقراطي؟
_ نعم، يجب أن يحدث ذلك.. وأن تنقل السودان كلياً.. في يوم 10/10 ستقدم التوصيات وتصاغ وثيقة بتفاصيلها، وسيتم إيداعها بالبرلمان لإجازتها، والبرلمان سيجيزها حسب اللوائح والأسس بعد شهران، وخلال هذين الشهرين سيتم تحضير، وبعد ذلك تكوين المؤسسات والحكومة والولايات، وفي بداية 2017 ستبدأ مؤسسات حكومة الوفاق الوطني أو التوافق الوطني وستستمر لمدة أربع سنوات حتى عام 2021.
{ لكن عدم مشاركة الحركات المسلحة وبعض القوى السياسية الرافضة ألا يشكل عائقاً أمام نجاح تلك الخطوات؟
_ بعد قيام المؤسسات ستكون فرصة التحاور أكبر مع تلك القوى السياسية والحركات الممانعة، لأن حكومة الوفاق هي التي ستتفاوض مع الحركات، وأعتقد أنه يجب أن يتوقف الحوار معها الآن إلى حين تكوين حكومة الوفاق الوطني وهذا رأيي الشخصي، ونكون وقتها قد عملنا حاجتين.. أولاً، كثير من الأشياء التي تطالب بها المعارضة الآن ستكون قد تحققت، كما أنه سيكون من السهولة مفاوضة تلك الحركات لأنه وقتها لن تفاوض حكومة الإنقاذ، ستفاوض حكومة الوفاق الوطني، ويتبقى بعد ذلك بعض الأشياء الخاصة بتلك الحركات فقط.
{ هل ستعمل حكومة الوفاق على تفكيك الحكومة القائمة؟
_ ستكون عملية تحول سلس.
{ تحول سلس أم هبوط ناعم؟
_ سمه ما شئت، لكنه تغيير يرجى منه الكثير.

حوار- محمد إبراهيم الحاج
المجهر

Exit mobile version