تحقيقات وتقارير

القنوات الفضائية.. تأثيرات سلبية علي الأطفال.. عنف وإدمان


ارتفعت نسبة مشاهدة القنوات الفضائية بصورة مذهلة، في السنوات الماضية، في ظل انتشار تكنولوجيا الاتصال، التي سمحت بالتسمر في أي برنامج أو مسلسل أو حتى فيلم من خلال شاشة التلفون الذكي المحمول يدوياً، ناهيك عن جهاز الديجتال الذي غزا كل البيوت بقنواته المشرقية والمغربية التي تحمل مضامينها الإيجابية والسلبية ومن هنا يتبادر سؤال: كيف يتعاطى المواطن السوداني مع هذا الكم الهائل من القنوات؟ وماذا يشاهد البعض؟

متابعة دقيقة
كان نزار فاروق (عامل في المنطقة الصناعية) يتابع الأخبار العالمية ولا يفوته خبر لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حين قال: “كنت من متابعي الأخبار المجيدين إلى أن غزتنا مسلسلات وأفلام لا يسمح متابعوها في المنزل بتأجيل مشاهدتها في الإعادة، فأجبرت على سماع الأخبار من الراديو فقط وهذا كله بسبب المسلسلات”، وأضاف مستنكراً: “ما يثير حنقي أنني حتى لا أجد إجابة على سؤال ما وقت عرض المسلسل؟ فما بالك إن طلبت شاياً أو قهوة، واسأل الله الهداية وصلاح الأعمال”.

تصويب وتوجيه
تواجه الاستاذة والمربية فاطمة محمد أحمد مشكلة مع المسلسلات والأفلام التي يقلدها أبناؤها، وقالت: “ما يشاهده أبنائي من خلال التلفاز يشكل هاجساً بالنسبة لي لأنه تعدى مرحلة المشاهدة إلى التقليد، وأحاول جاهدة تغيير مسارهم بمشاركتهم مشاهدة برامج يستفاد منها بدلاً عن تلك التي لا تعلمهم سوى الأوضاع السالبة وتغير من سلوكم وتصرفاتهم في المجتمع”، وأوصت بعدم ترك الأبناء وحدهم أمام شاشة التلفاز وقالت: “على الوالدين مشاركتهم ما يشاهدون وتصويبهم وتوجيههم إلى ما فيه مصلحة الجميع”.

إدمان خطير
روى التاجر مبارك حسن قصته مع إدمان المسلسلات، وقال: “كنت مدمنا للمسلسلات وأحاول جاهدا العودة من العمل باكراً لمشاهدة حلقات المسلسل وإن كلفني ذلك استئجار تاكسي، حتى لا يفوتني أول مشهد، وفي أحد الأيام عند وصولي إلى شارع المنزل شاهدت جمعا من الناس أمام منزلي فخفق قلبي كثيراً قبل أن أصل واسأل، وكانت المفاجأة أن ابني طعن أخاه بسكين نتيجة لتلك المسلسلات التي يشاهدانها معي، وتأكدت حينها من تأثيرها الخطير على الأطفال، وتيقنت أننا لابد أن نراعي أبناءنا وأن لا ندعهم يشاهدون المسلسلات والأفلام العنيفة”.

مشاركة مهمة
أشار الاختصاصي النفسي والمحاضر بالجامعات السودانية د. الفاتح إبراهيم آدم إلى أن القنوات الفضائية باتت مشكلة حقيقية يعاني منها الجميع، لاسيما هذا الجيل الذي يقلد كل ما يراه، وقال: “يمكننا أن نلحظ جيداً من خلال عملنا ما وصل ‘ليه طلابنا في الجامعات من تغيرات ناتجة من الغزو الثقافي المبثوث عبر الفضائيات المختلفة، مقلدين بطريقة عمياء المشاهير في مظهرهم وغير آبهين بأن ذلك مفيد لهم أم لا”. مؤكداً على وجود برامج هادفة لكن “المشكلة في كيفية توجيه اهتماماتهم إليها”، لافتاً إلى الدور الكبير الذي يلعبه الوالدان في ذلك، لذا ينصحهم بمتابعة ما يشاهد أبناءهم وعدم ترك الحبل على الغارب لهم بل اختيار ما يشاهدونه ومشاركتهم إياه.

الخرطوم – عبد الرحمن احمد
صحيفة اليوم التالي